شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ١٨٥
فإني قاتل من قبلي، ومن كان عندي ممن هرب عنك، فأعلمني مكانه، فإني أرى أن آخذ السمي بالسمي، والولي بالولي.
فكتب إليه المهلب:
ليس قبلي إلا مطيع - وإن الناس إذا [خافوا العقوبة كبروا الذنب، وإذا] (1) أمنوا العقوبة صغروا الذنب، وإذا يئسوا من العفو أكفرهم (2) ذلك، فهب لي هؤلاء الذين سميتهم عصاة، فإنهم فرسان أبطال، أرجو أن يقتل الله بهم العدو - [ونادم على ذنبه] (3).
فلما رأى المهلب كثرة الناس عنده قال: اليوم قوتل هذا العدو.
* * * ولما رأى ذلك قطري، قال لأصحابه: انهضوا بنا نريد السردن (4)، فنتحصن فيها، فقال عبيدة بن هلال: أو تأتى (5) سابور، فتأخذ منها ما نريد، وتصير إلى كرمان.
فأتوا سابور، وخرج المهلب في آثارهم فأتى أرجان، وخاف أن يكونوا قد تحصنوا بالسردن - وليست بمدينة، ولكنها جبال محدقة منيعة - فلم يصب بها أحدا، فخرج فعسكر بكازرون (6)، واستعدوا لقتاله، فخندق على نفسه، ووجه إلى عبد الرحمن

(1) من الكامل.
(2) أكفر هم: حملهم على الكفر.
(3) من الكامل و: (نادم) معطوف على (مطيع).
(4) السردن: موضع ببلاد فارس إزاء كازرون.
(5) سابور: كورة بينها وبين شيراز خمسة وعشرون فرسخا.
(6) كازرون، بتقديم الزاي: مدينة من أخصب مدن سابور، وذكر ياقوت أن لها ذكرا في أخبار الخوارج، وروى للنعمان بن عقبة من أصحاب المهلب:
ليت الحواصن في الخدور شهدننا * فيرين من وغل الكتيبة أولا وقروا وكنا في الوقار كمثلهم * إذ ليس تسمع غير قدم أو هلا رعدوا فأبرقنا لهم بسيوفنا * ضربا ترى منه السواعد تختلي تركوا الجماجم والرماح تجيلها * في كازرون كما تجيل الحنظلا
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232