شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ١٧٨
أما بعد، فإني كنت حددت لك حدا في [أمر] (1) المهلب، فلما ملكت أمرك، نبذت طاعتي وراءك، واستبددت برأيك، فوليت المهلب الجباية، ووليت أخاك حرب الأزارقة، فقبح الله هذا رأيا! أتبعث غلاما غرا لم يجرب الأمور والحروب للحرب، وتترك سيدا شجاعا مدبرا حازما قد مارس الحروب ففلج (3)، فشغلته بالجباية! أما لو كافأتك على قدر ذنبك لأتاك من نكيري ما لا بقية لك معه! ولكن تذكرت رحمك فكفتني عنك، وقد جعلت عقوبتك عزلك. والسلام.
قال: وولى بشر بن مروان الامارة وهو بالكوفة، وكتب إليه:
أما بعد، فإنك أخو أمير المؤمنين يجمعك وإياه مروان بن الحكم، وإن خالدا لا مجتمع له مع أمير المؤمنين دون أمية، فانظر المهلب بي أبى صفرة، فوله حرب الأزارقة، فإنه سيد بطل مجرب، وامدده من أهل الكوفة بثمانية آلاف رجل، والسلام.
فشق على بشر ما أمره به في المهلب، وقال: والله لأقتلنه، فقال له موسى بن نصير:
أيها الأمير، إن للمهلب حفاظا ووفاء وبلاء.
وخرج بشر بن مروان يريد البصرة، فكتب موسى بن نصير وعكرمة بن ربعي إلى المهلب أن يتلقاه لقاء لا يعرفه به، فتلقاه المهلب على بغل، وسلم عليه في غمار (4) الناس، فلما جلس بشر مجلسه، قال: ما فعل أميركم المهلب؟ قالوا: قد تلقاك أيها الأمير، وهو شاك.
فهم بشر أن يولى حرب الأزارقة عمر بن عبيد الله بن معمر، وشد عزمه أسماء

(1) من الكامل.
(2) ج: (فاستبددت).
(3) فلج: ظفر وانتصر.
(4) غمار، بكسر الغين: جمع غمرة، والغمرة: المزدحم. وفي الكامل: (خمار الناس)، وخمار الناس كثرتهم وزحمتهم وجماعتهم.
(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232