شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ١٨١
بسوق الأهواز، وأراد أهل البصرة الانسلال من المهلب، فخطبهم فقال: إنكم لستم كأهل الكوفة، إنما تذبون عن مصركم وأموالكم وحرمكم.
فأقام منهم قوم، وتسلل منهم قوم كثير.
وكان خالد بن عبد الله خليفة بشر بن مروان، فوجه مولى له بكتاب منه إلى من بالأهواز، يحلف بالله مجتهدا: لئن لم يرجعوا إلى مراكزهم، وانصرفوا عصاة لا يظفر بأحد إلا قتله. فجاءهم مولاه، فجعل يقرأ عليهم الكتاب، ولا يرى في وجوههم قبولا، فقال:
إني أرى وجوها ما القبول من شأنها، فقال له ابن زحر: أيها العبد، اقرأ ما في الكتاب، وانصرف إلى صاحبك، فإنك لا تدرى ما في أنفسنا. وجعلوا يستحثونه بقراءته، ثم قصدوا قصد الكوفة، فنزلوا النخيلة، وكتبوا إلى خليفة بشر يسألونه أن يأذن لهم في دخول الكوفة، فأبى، فدخلوها بغير إذن.
فلم يزل المهلب ومن معه من قواده وابن مخنف، في عدد قليل، فلم يلبثوا أن ولى الحجاج العراق.
فدخل الكوفة قبل البصرة، وذلك في سنة خمس وسبعين، فخطبهم الخطبة المشهورة (1)، وتهددهم، ثم نزل فقال لوجوه أهلها: ما كانت الولاة تفعل بالعصاة؟ قالوا: كانت تضرب وتحبس، فقال: ولكن ليس لهم عندي إلا السيف، إن المسلمين لو لم يغزوا المشركين لغزاهم المشركون، ولو ساغت المعصية لأهلها، ما قوتل عدو، ولا جبى فئ، ولا عز دين.
ثم جلس لتوجيه الناس، فقال: قد أجلتكم ثلاثا، وأقسم بالله لا يتخلف أحد من

(1) في الكامل: (وقد ذكرنا الخطبة متقدما)، وهي في الكامل 217 (طبعة أوروبا).
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232