بسيوفهم، فما تحيك في جنبه (1)، نودي على السبي يومئذ، فغولي بأم حفص، فبلغ بها رجل سبعين ألفا، وكان ذلك الرجل من مجوس كانوا أسلموا، ولحقوا بالخوارج، ففرضوا لكل رجل منهم خمسمائة، فكاد ذلك الرجل يأخذ أم حفص، فشق ذلك على قطري، وقال: ما ينبغي لرجل مسلم أن يكون عنده سبعون ألفا، إن هذه لفتنة!
فوثب عليها أبو الحديد العبدي فقتلها، فأتى به قطري، فقال: مهيم (2) يا أبا الحديد!
فقال: يا أمير المؤمنين، رأيت المؤمنين تزايدوا في هذه المشركة فخشيت عليهم الفتنة، فقال قطري: أحسنت، فقال رجل من الخوارج:
كفانا فتنة عظمت وجلت * بحمد الله سيف أبي الحديد أهاب المسلمون بها وقالوا * على فرط الهوى هل من مزيد! (3) فزاد أبو الحديد بنصل سيف * رقيق الحد فعل فتى رشيد وكان العلاء بن مطرف السعدي ابن عم عمرو القنا، وكان يحب أن يلقاه في صدر مبارزة (4)، فلحقه عمرو القنا يومئذ، وهو منهزم، فضحك منه وقال متمثلا:
تمناني ليلقاني لقيط * أعام لك ابن صعصعة بن سعد (5) ثم صاح به: انج يا أبا المصدى (6)، وكان العلاء بن مطرف قد حمل معه امرأتين: