شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ١٨٠
فلما أتاه الكتاب، بعث إلى عبد الرحمن بن مخنف الأزدي يعقد (1) له، واختار من كل ربع ألفين، فكان على ربع أهل المدينة بشر بن جرير بن عبد الله البجلي، وعلى ربع تميم وهمدان محمد بن عبد الرحمن بن سعيد بن قيس الهمداني، وعلى ربع كندة محمد ابن إسحاق بن الأشعث بن قيس الكندي، وعلى ربع مذحج وأسد زحر بن قيس المذحجي، فقدموا على بشر بن مروان، فخلا بعبد الرحمن بن مخنف، وقال له: قد عرفت رأيي فيك، وثقتي بك، فكن عند ظني بك، وانظر إلى هذا المزوني، فخالفه في أمره، وأفسد عليه رأيه.
فخرج عبد الرحمن، وهو يقول: ما أعجب ما طلب (2) منى هذا الغلام! يأمرني أن أصغر شأن (3) شيخ من مشايخ أهلي، وسيد من ساداتهم! فلحق بالمهلب.
فلما أحس الأزارقة بدنو المهلب منهم انكشفوا عن الفرات، فاتبعهم المهلب إلى سوق الأهواز، فنفاهم عنها، ثم اتبعهم إلى رامهرمز فهزمهم عنها، فدخلوا فارس، وأبلى يزيد ابنه في وقائعه هذه بلاء شديدا، تقدم فيه وهو ابن إحدى وعشرين سنة.
فلما صار القوم إلى فارس، وجه إليهم ابنه المغيرة، فقال له عبد الرحمن بن صالح:
أيها الأمير، إنه ليس لك برأي قتل هذه الأكلب، ولئن والله قتلتهم لتقعدن في بيتك، ولكن طاولهم، وكل بهم. فقال: ليس هذا من الوفاء، فلم يلبث برامهرمز الا شهرا، حتى أتاه موت بشر بن مروان.
فاضطرب الجند على ابن مخنف، فوجه إلى إسحاق بن الأشعث وابن زحر فاستحلفهما ألا يبرحا، فحلفا له ولم يفيا، وجعل الجند من أهل الكوفة يتسللون حتى اجتمعوا

(1) الكامل: (فعقد).
(2) كذا في ا، ج، وفي الكامل، و ب: (طمع).
(3) ج: (رأى).
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232