شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ١٧٤
حاجب المهلب، فدعاني، فجئت إلى المهلب وهو في سطح، وعليه ثياب هروية، فقال:
يا صقعب، أنا ضائع كأني أنظر إلى هزيمة عبد العزيز، وأخشى أن توافيني الأزارقة ولا جند معي، فابعث رجلا من قبلك يأتيني بخبرهم سابقا إلى به، فوجهت رجلا من قبلي يقال يقال له عمران بن فلان، وقلت له: اصحب عسكر عبد العزيز، واكتب إلى بخبر يوم فيوم، فجعلت أورده على المهلب، فلما قاربهم عبد العزيز وقف وقفة، فقال له الناس: هذا منزل، فينبغي أن تنزل فيه أيها الأمير، حتى نطمئن ثم نأخذ أهبتنا، فقال: كلا، الامر قريب، فنزل الناس عن غير أمره، فلم يستتم النزول، حتى ورد عليه سعد الطلائع في خمسمائة فارس، كأنهم خيط ممدود، فناهضهم عبد العزيز فواقفوه ساعة، ثم انهزموا عنه مكيدة، واتبعهم فقال له الناس: لا تتبعهم، فإنا على غير تعبية، فأبى، فلم يزل في آثارهم حتى اقتحموا عقبة، فاقتحمها وراءهم والناس ينهونه ويأبى، وكان قد جعل على بنى تميم عبس بن طلق الصريمي الملقب عبس الطعان، وعلى بكر بن وائل مقاتل بن مسمع، وعلى شرطته رجلا من بنى ضبيعة بن ربيعة بن نزار. فنزلوا عن العقبة، ونزل خلفهم و [كان] (1) لهم في بطن العقبة كمين، فلما صاروا من ورائها، خرج عليهم الكمين، وعطف سعد الطلائع، فترجل عبس بن طلق، فقتل وقتل مقاتل بن مسمع، وقتل الضبيعي، صاحب شرطة عبد العزيز، وانحاز عبد العزيز واتبعهم الخوارج فرسخين يقتلونهم كيف شاءوا، وكان عبد العزيز قد أخرج معه أم حفص بنت المنذر ابن الجارود امرأته، فسبوا النساء يومئذ، وأخذوا أسارى لا تحصى، فقذفوهم في غار بعد أن شدوهم وثاقا، ثم سدوا عليهم بابه، حتى ماتوا فيه.
وقال بعض من حضر ذلك اليوم: رأيت عبد العزيز، وإن ثلاثين رجلا ليضربونه

(1) من الكامل.
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232