وإن قلت عثمان بن عفان حقه * على عظيم والشكور مناصح فحق على إذ وليك كحقه * وشكرك ما أوليت في الناس صالح وإن قلت لا أرضى عليا إمامنا * فدع عنك بحرا ضل فيه السوابح أبى الله إلا أنه خير دهره * وأفضل من ضمت عليه الأباطح (1) * * * قال نصر: ثم إن جريرا قام في أهل همذان خطيبا، فقال: الحمد لله الذي اختار لنفسه الحمد، وتولاه دون خلقه، لا شريك له في الحمد، ولا نظير له في المجد، ولا إله إلا الله وحده، الدائم القائم، إله السماء والأرض، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالنور الواضح، والحق الناطق، داعيا إلى الخير، وقائدا إلى الهدى، ثم قال: أيها الناس، إن عليا قد كتب إليكم كتابا لا يقال بعده إلا رجيع من القول، ولكن لا بد من رد الكلام. إن الناس بايعوا عليا بالمدينة عن غير محاباة له ببيعتهم، لعلمه بكتاب الله وسنن الحق، وإن طلحة والزبير نقضا بيعته على غير محاباة حدثت (2)، وألبا عليه الناس، ثم لم يرضيا حتى نصبا له الحرب، وأخرجا أم المؤمنين، فلقيهما فأعذر في الدعاء، وأحسن في البقية، وحمل الناس على ما يعرفون، فهذا عيان ما غاب عنكم، وإن سألتم الزيادة زدناكم، ولا قوة إلا بالله، ثم قال:
أتانا كتاب على فلم * ترد الكتاب بأرض العجم ولم نعص ما فيه لما أتى * ولما نذم ولما نلم ونحن ولاة على ثغرنا * نضيم العزيز ونحمي الذمم نساقيهم الموت عند اللقاء * بكأس المنايا ونشفي القرم