ومن كلام بعض الزهاد: واصبر على عمل لا غناء بك عن ثوابه، واصبر عن عمل لا صبر على عقابك به.
وكتب ابن العميد: أقرأ في الصبر سورا، ولا أقرأ في الجزع آية. وأحفظ في التماسك والتجلد قصائد، ولا أحفظ في التهافت قافية.
وقال الشاعر:
ويوم كيوم البعث ما فيه حاكم * ولا عاصم إلا قنا ودروع حبست به نفسي على موقف الردى * حفاظا وأطراف الرماح شروع وما يستوي عند الملمات إن عرت * صبور على مكروهها وجزوع أبو حية النميري:
إني رأيت وفي الأيام تجربة * للصبر عاقبة محمودة الأثر (1) وقل من جد في أمر يحاوله * واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر ووصف الحسن البصري عليا عليه السلام، فقال: كان لا يجهل، وإن جهل عليه حلم. ولا يظلم، وإن ظلم غفر. ولا يبخل، وإن بخلت الدنيا عليه صبر.
عبد العزيز بن زرارة الكلابي:
قد عشت في الدهر أطوارا على طرق * شتى فقاسيت منه الحلو والبشعا (2) كلا بلوت فلا النعماء تبطرني * ولا تخشعت من لأوائها جزعا لا يملأ الامر صدري قبل موقعه * ولا يضيق به صدري إذا وقعا ومن كلام بعضهم: من تبصر تصبر. الصبر يفسح الفرج، ويفتح المرتتج. المحنة إذا تلقيت بالرضا والصبر كانت نعمة دائمة، والنعمة إذا خلت من الشكر كانت محنة لازمة.