رابعا: أما المصنفات فهي:
1 - تنقل الأحاديث المرفوعة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بشرط عدالة راويه الأخير.
ب - تنقل آثار الرسول صلى الله عليه وسلم كما رواها الصحابة والتابعين عن الصحابة وتابعي التابعين عن التابعين.
ح - تنقل المرسل والمنقطع والمعلول والمضل.
د - تنقل الرأي وعكسه وقول من قال بأمر ومن قال بغيره، وقول من أجاز هذا وذاك معا وذلك دون أن يتخذ صاحب المصنف في مصنفه موقفا مؤيدا لمذهب أو معارضا لمذهب آخر.
ه - قد يخصص صاحب المصنف كتابا آخر يبسط فيه اجتهاداته أو يعتمد فيه الأسانيد مرجعا لأحاديثه كأبي بكر صاحب هذا المصنف فهو قد وضع المسند على طريقة الإمام أحمد رضي الله عنه كما وضع السنن في الفقه وتبعه فيها تلميذاه ابن ماجة وأبو داود رحمهما الله.
خصائص مصنف ابن أبي شيبة.
خلال عملنا على اعداد ومراجعة وشرح وتدقيق مصنف الامام أبي بكر بن أبي شيبة رحمه الله قد وقعنا على أمور عديدة نحب أن يشاركنا القارئ العزيز بالاطلاع عليها لان هذا الاطلاع ضرورة لا بد منها قبل الدخول في كتب المصنف وأبوابه لأسباب عديدة منها:
1 - إن في هذا الاطلاع إنارة لطريق القارئ خلال مسيرته داخل هذا المصنف.
2 - توضيح الأمور التي ربما يظنها إن لم نشر إليها ها هنا أخطاء لم ننتبه إليه فيظلمنا ويظلم نفسه في البحث عن أسباب ذلك أو محاولة تصحيحها.
3 - وجود الآراء والآثار والأقوال العديدة في الامر الواحد والتي قد يصل الامر بينها إلى التناقض أو التعارض فقط أحيانا وليس الامر كذلك.
4 - قد يأخذ كل ما ورد في هذا المصنف من آراء فقهية كما هي دون تمحيص ويظن بها كلها الصحة والثقة والعدل فيستغرب اختلافها ويداخله الشك وهذا ما لا نريده له بأي شكل من الاشكال.
ومن هنا، فإننا نورد الملاحظات الآتية:
لقد نقل صاحب المصنف مختلف الأقوال في الموضوع الواحد وجمع فيها كل ما سمع من أحاديث وآثار في كل باب من أبواب الكتاب وكل رواه مشايخه الثقة عنده وعلى شرطه والشرط عنده عدل من حدثه أو أخبره أو أنباه وقد يذكر الحديث أحيانا دون أن يذكر إن كان قد سمعه أو قرأه على شيخه أو قرأه شيخه عليه فيترك أول الحديث بغير حدثنا أو أخبرنا، أو أنبأنا لكأنه قد وصل إليه عبر كتب مشايخه، أو صحائف التابعين الأولين.
وهو بروايته مختلف الآثار في الموضوع الواحد فإنما ليترك الخبرة للباحث المدقق أو صاحب الجرح والتعديل يدرس أسانيد الأثر أو الحديث فيحكم بينها فيصحح أو يحسن أو يضعف أو ليظهر آراء أهل السنة والجماعة وأقوال معارضيهم من الرافضة والمبتدعة وأصحاب الأهواء ليوضح صحة متبعي سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وضلال من عاداهم وعارضهم.