بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة الناشر الحمد لله الذي هدانا بالكتاب والسنة وأخذ علينا ميثاق الاقتداء بما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنة، وأحلنا باتباع اعلم العالمين محلا منيفا ونهانا عن ارتكاب البدع المحدثات وأمرنا باتباع السنة في كل الأوقات، وشرف المتبعين للسنة تشريعا وأخبرنا عن لسان نبيه أن المتبعين لسنة زمن ضعف الايمان وفساد الناس يضاعف لهم الثواب وهم المنصورون.
عن معاوية بن قرة قال: سمعت أبي يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال الناس في أمتي منصورين لا يضيرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة.
ولقد أحسن الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه في تفسير هذا الخبر، أن الطائفة المنصورة التي يرفع الخذلان عنهم إلى قيام الساعة هم أصحاب الحديث. وبعد.
فهذا الكتاب في الأحاديث والآثار، الشهير بمصنف ابن أبي شيبة، للامام الحافظ أبي بكر عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن أبي شيبة العبسي الكوفي أحد أوائل جامعي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، جمع فيه الحديث والآثار، حديث النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وآثاره كلها وآثار أصحابه والتابعين رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
جمع إمامنا الحافظ هذه الأحاديث والآثار من كل من سمع أو عرف حديثا أو أثرا دون أي محاكمة أو شروط ولم يترك إلا الواضح الوضع الظاهر الكذب.
وأخذ عنه الحديث الكثيرون ومنهم شيخي أهل الحديث البخاري ومسلم، والعديد من أصحاب السنن كأبي داود وابن ماجة والبغوي وسواهم.
فالمصنف من أوائل كتب الحديث التي جمعت في طياتها مختلف الآراء والأقوال وشتى النقول للحديث النبوي الشريف فهو لا غنى عنه لكل باحث في أصول الفقه والحديث إذا أراد معرفة منشأ أي رأي أو قول أو مرجعه وسنده..