نهج السعادة - الشيخ المحمودي - ج ٤ - الصفحة ٢١٧
بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان ومن قبله من الناس سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو (2).
أما بعد فإن لله عبادا آمنوا بالتنزيل وعروفا التأويل وفقهوا في الدين، وبين الله فضلهم في القرآن الحكيم، وأنت يا معاوية وأبوك وأهلك في ذلك الزمان أعداء الرسول، مكذبون بالكتاب، مجمعون على حرب المسلمين من لقيتم منهم حبستموه وعذبتموه وقتلتموه حتى إذا أراد الله تعالى إعزاز دينه وإظهار رسوله (3) دخلت العرب في دينه أفواجا، وأسلمت هذه الأمة طوعا وكرها، وكنتم ممن دخل في هذا الدين إما رغبة وإما رهبة، [على حين فاز أهل السبق بسبقهم، وفاز

(2) وفى كتاب صفين هكذا: (والى من قبله من قريش، سلام عليكم، فاني احمد الله إليكم الله الذي لا إله إلا هو).
(3) أي ابراز أمره بعد خفائه، وغلبته على أعدائه بعد ضعفه ومقاساته أذاهم وشديد بطشهم.
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»
الفهرست