أنهم كلهم قتلة عثمان. فقال علي: (والله ما أردت ان أدفعهم إليك طرفة عين، لقد ضربت هذا الامر أنفه وعينه، ما رأيته ينبغي لي ان أدفعهم إليك ولا إلى غيرك). فخرج [أبو مسلم] بالكتاب وهو يقول: الآن طاب الضراب.
وكان كتاب معاوية إلى علي عليه السلام.
بسم الله الرحمن الرحيم، من معاوية بن أبي سفيان إلى علي بن أبي طالب، سلام عليك، فاني احمد إليك الله الذي لا إله الا هو.
أما بعد فان الله اصطفى محمد بعلمه، وجعله الأمين على وحيه، والرسول إلى خلقه، واجتبى له من المسلمين أعوانا أيده الله بهم، فكانوا في منازلهم عنده على قدر فضائلهم في الاسلام، فكان أفضلهم في اسلامه، وأنصحهم لله ولرسوله الخليفة من بعده، وخليفة خليفته، والثالث الخليفة المظلوم عثمان، فكلهم حسدت، وعلى كلهم بغيت، عرفنا ذلك في نظرك الشزر، وفي قولك الهجر، وفي تنفسك الصعداء، وفي ابطائك عن الخلفاء، تقاد إلى كل منهم كما يقاد الفحل المخشوش حتى تبايع وأنت كاره (5) ثم لم تكن لاحد