وأخشنه، ولم يكن له فيما لا بد له منه ثقة ورجاء، فوقعت ثقته ورجاؤه على خالق الأشياء، فجد واجتهد وأتعب بدنه حتى بدت الأضلاع وغارت العينان، فأبدل الله له من ذلك قوة في بدنه وشدة في عقله، وما ذخر له في الآخرة أكثر.
فارفض الدنيا فإن حب الدنيا يعمي ويصم ويبكم ويذل الرقاب، فتدارك ما بقي من عمرك، ولا تقل غدا [أ] وبعد غد، فإنما هلك من كان قبلك بإقامتهم على الأماني والتسويف حتى أتاهم أمر الله بغتة وهم غافلون، فنقلوا على أعوادهم إلى قبورهم المظلمة الضيقة، وقد أسلمهم الأولاد والأهلون.
فانقطع إلى الله بقلب منيب من رفض الدنيا، وعزم