نهج السعادة - الشيخ المحمودي - ج ٤ - الصفحة ١٠٧
يا عباد الله إن أقرب ما يكون العبد إلى المغفرة والرحمة حين يعمل لله بطاعته وينصحه بالتوبة (7) فعليكم بتقوى الله فإنها تجمع من الخير ما لا يجمع غيرها (8) ويدرك بها من الخير ما لا يدرك بغيرها من خير الدنيا وخير الآخرة، قال الله عز وجل: (وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا، للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين) (9).
إعلموا يا عباد الله أن المؤمن من يعمل لثلاث:
إما لخير فإن الله يثيبه بعمله في دنياه (10) قال الله سبحانه

(7) وفي المحكي عن الغارات: (واعلموا أن أقرب ما يكون العبد إلى الرحمة والمغفرة حينما يعمل بطاعة الله ومناصحته في التوبة).
(8) كذا في المحكى عن الغارات، وهو الظاهر، وفى النسخة: (عليكم بتقوى الله فإنها تجمع الخير، ولا خير غيرها).
(9) الآية الثلاثون: من سورة النحل: 16.
(10) كذا في النسخة، وفيه سقط بين، وفى المحكي عن الغارات هكذا (واعلموا عباد الله ان المؤمن يعمل لثلاث، أما لخير الدنيا فان الله يشبه بعمله في الدنيا، قال الله: (واتيناه أجره في الدنيا وانه في الآخرة لمن الصالحين) فمن عمل لله تعالى أعطاه أجره في الدنيا والآخرة، وكفاه المهم فيهما، وقد قال الله تعالى: (يا عبادي الذين آمنوا اتقوا ربكم، للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة، إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) فما أعطاهم الله في الدنيا لم يحاسبهم به في الآخرة، قال الله تعالى: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) فالحسنى: (الجنة. والزيادة الدنيا، واما لخير الآخرة، فان الله يكفر عنه بكل حسنة سيئة: يقول (الله): (أن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين) حتى إذا كان يوم القيامة حسبت لهم حسناتهم وأعطوا بكل واحدة عشر. أمثالها إلى سبعمائة ضعف، فهو (كذا) الذي يقول: (جزاء من ربك عطاء حسابا) الخ.
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»
الفهرست