من الدنيا، إلا أنك إلى نصيبك من الآخرة أحوج، فإن عرض لك أمران: أحدهما للآخرة، والآخر للدنيا فابدأ بأمر الآخرة، ولتعظم رغبتك في الخير، ولتحسن فيه نيتك، فإن الله عز وجل يعطي العبد على قدر نيته، وإذا أحب الخير وأهله ولم يعمله كان - إن شاء الله - كمن عمله (2) فإن رسول الله صلى الله عليه [وآله] (3) وسلم قال حين رجع من تبوك،: (إن بالمدينة لأقواما ما سرتم من مسير ولا هبطتم من واد إلا كانوا معكم ما حبسهم إلا المرض) - يقول: كانت لهم نية - (4).
ثم اعلم يا محمد إني قد وليتك أعظم أجنادي أهل مصر، ووليتك ما وليتك من أمر الناس فأنت محقوق أن تخاف فيه على نفسك، وتحذر فيه على دينك ولو كان