الجنة ولذاتها وكرامة أهلها، ويل لأولئك ما أخيب حظهم وأخسر كرتهم وأسوء حالهم عند ربهم يوم القيامة، استجيروا الله ان يجيركم في مثالهم أبدا وان يبتليكم بما ابتلاهم به ولا قوة لنا ولكم إلا به.
فاتقوا الله أيتها العصابة الناجية ان أتم الله لكم ما أعطاكم به فانه لا يتم الأمر حتى يدخل عليكم مثل الذي دخل على الصالحين قبلكم وحتى تبتلوا في أنفسكم وأموالكم وحتى تسمعوا من أعداء الله أذى كثيرا فتصبروا وتعركوا بجنوبكم وحتى يستذلوكم ويبغضوكم وحتى يحملوا عليكم الضيم فتحملوا منهم تلتمسون بذلك وجه الله والدار الآخرة وحتى تكظموا الغيظ والشديد في الأذى في الله عز وجل يجترمونه إليكم وحتى يكذبوكم بالحق ويعادوكم فيه ويبغظوكم عليه فتصبروا على ذلك منهم ومصداق ذلك كله في كتاب الله الذي أنزله جبرئيل (عليه السلام) على نبيكم (صلى الله عليه وآله وسلم) سمعتم قول الله عز وجل لنبيكم (صلى الله عليه وآله وسلم): ﴿فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم﴾ (١) ثم قال: ﴿وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا﴾ (٢) فقد كذب نبي الله والرسل من قبله وأوذوا مع التكذيب بالحق فإن سركم أمر الله فيهم الذي خلقهم له في الأصل - أصل الخلق - من الكفر الذي سبق في علم الله أن يخلقهم له في الأصل ومن الذين سماهم الله في كتابه في قوله ﴿وجعلنا منهم أئمة يدعون إلى النار﴾ (3) فتدبروا هذا واعقلوه ولا تجهلوه فانه من يجهل هذا وأشباهه مما افترض الله عليه في كتابه مما أمر الله به ونهى عنه ترك دين الله وركب معاصيه فاستوجب سخط الله فأكبه الله على وجهه في النار (4).
[1123] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن بعض أصحابه وعلي