الطاعة (ل) إلا ردوا عليه بما يكره، فلما رأى ذلك سار إلى المدينة إلى أبي بكر (رض) فخبره بما كان من القوم، وأعلمه أن قبائل كندة قد أزمعت على الارتداد، فجمع أبو بكر جيشا ضمه إلى زياد فسار في أربعة آلاف يريد حضرموت.
واتصل الخبر بقبائل كندة فكأنهم ندموا على ما كان منهم.
ووثب أبضعة بن مالك وكان من أبناء ملوكهم فقال:
يا معشر كندة! إنا أضرمنا على أنفسنا نارا لا أظن أنها تطفأ، أو تحرق منا بشرا كثيرا. والرأي عندي أن نتدارك ما فعلنا ونسكن هذه الثائرة التي هاجت علينا، ونكتب إلى أبي بكر الصديق فنخبره بطاعتنا، وأن نؤدي إليه زكاتنا طائعين غير مكرهين، وأنا قد رضينا به خليفة وإماما (م) مع إني أقول هذه المقالة ولست بخارج عن رأيكم غير أني أعلم إلى ما يؤول أمركم. ثم ذكر ابن أعثم كيف وقع الخلاف بينهم، وكيف خالفهم الأشعث وترك نصرهم، إلى قوله:
وسار زياد إلى حي من أحياء كندة يقال لهم بنو هند وكبسهم وقاتلهم ووقعت الهزيمة عليهم، فقتل منهم جماعة وولوا الادبار