فقال الأشعث: يا خليفة رسول الله! اني ما غيرت ولا بدلت ولا شححت على مالي، ولكن عاملك زياد بن لبيد جار على قومي، فقتل منهم من لا ذنب له فأنفت لذلك، وانتصرت لقومي فقاتلته. وقد كان مني ما كان واني أفدي نفسي وهؤلاء الملوك وأطلق كل أسير في بلاد اليمن وأكون عونا لك وناصرا ما بقيت على أن تزوجني أختك أم فروة بنت أبي قحافة، فإني لك نعم الصهر.
فقال أبو بكر: قد فعلت. وزوجه أخته، وأحسن إليه غاية الاحسان، وكان عنده بأفضل المنازل وأرفعها ".
إنتهى.
أجمع المؤرخون على أن تلك الحروب كافة وقعت من أجل قلوص نفس بها صاحبها وتضرع إلى زياد أن يأخذ غيرها مكانها فأبى، فتشفع له رئيس من قومه فرده زياد.
وكرهوا ذكر تفاصيلها لما تستوجب نقد الصحابة الكبار عدا ابن أعثم الذي أخذنا بعض الشرح منه.
ومن الغريب أنهم أثنوا على زياد في ما فعل ووصفوه بالحازم الصلب في حين أن رسول الله (ص) نهى عن مثل هذه القسوة في حديث رواة من أصحاب الصحاح: البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، والدارمي ومالك، كما رواه أحمد - أيضا - في مسنده ونحن نرويه عن البخاري، قال: قال