كارهين وزياد بن لبيد يجمع الصدقات، ولا يريهم من نفسه إلا الصرامة، غير أنه أخذ يوما من الأيام ناقة من إبل الصدقة، فوسمها وسرحها مع الإبل التي يريد أن يوجه بها إلى أبي بكر (رض)، وكانت هذه الناقة لفتى من كندة يقال له زيد بن معاوية القشيري من بني قشير (ب). فأقبل ذلك الفتى إلى رجل من سادات كندة يقال له:
حارثة بن سراقة، فقال يا ابن عم! إن زياد بن لبيد قد أخذ لي ناقة فوسمها وجعلها مع إبل الصدقة وأنا مشغوف بها، فإن رأيت أن تكلمه فيها فلعله أن يطلقها ويأخذ غيرها من إبلي، فإني لست أمتنع عليه. قال: فأقبل حارثة بن سراقة إلى زياد بن لبيد وقال له:
إن رأيت أن ترد ناقة هذا الفتى عليه وتأخذ غيرها فعلت منعما!
فقال له زياد بن لبيد:
إنها دخلت في حق الله وقد وضع عليها ميسم الصدقة ولا أحب أن آخذ غيرها (ج). فغضب حارثة بن سراقة من ذلك، ثم