الأرض قريشي ولا أبطحي (ز)!
قال: ثم إن زيادا رأى أن لا يعجل بالمسير إلى أبي بكر فأرسل إبل الصدقة إلى المدينة مع ثقة، وأمره أن لا يخبر أبا بكر بشئ من أمره.
وسار زياد إلى بني ذهل بن معاوية (ح) من أحياء كندة وأخبرهم بما كان، ودعاهم إلى السمع والطاعة، فأقبل إليه رجل من ساداتهم (ط) يقال له الحارث بن معاوية (ي).
فقال لزياد:
إنك لتدعو إلى طاعة رجل لم يعهد إلينا ولا إليكم فيه عهد.
فقال له زياد بن لبيد: يا هذا صدقت! فإنه لم يعهد إلينا ولا إليكم فيه عهد، ولكنا اخترناه لهذا الامر.
فقال له الحارث: أخبرني لم نحيتم عنها أهل بيته، وهم أحق الناس بها لان الله عز وجل يقول: * (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) *.
فقال له زياد: إن المهاجرين والأنصار أنظر لأنفسهم منك.