ومتابعة أهل كتب الملل والنحل في رجوعهم إلى ما يتقوله الناس في ما ألفوا في هذا الباب!
وهكذا تسربت بعض أخبار الزنادقة المنتشرة في أمثال تاريخ الطبري إلى كتب تاريخهم (ر).
وتسربت بعض الإسرائيليات عن طريق بعض التفاسير التي أخذت من كعب الأحبار ونظائره إلى تفاسيرهم.
وتسربت أساطير الخرافة إلى تآليفهم في الملل والنحل.
منوا بكل ذلك بسبب تسامحهم في ما يرجعون إليه من أخبار هذه العلوم خلاف دأبهم في ما يرجعون إليه من روايات الاحكام لشدة تثبتهم وفحصهم صحيحها من سقيمها، وتدارس ما يعمل لدى تعارض بعضها مع بعض، أو مع آي من القرآن، وتوضيحهم قواعد العمل في عامها وخاصها، ومجملها ومبينها إلى غير ذلك من بحوث واسعة في هذا الفن.
وكان من نتيجة هذا التسامح انتشار روايات غير صحيحة في بعض كتب التراجم مثل رجال الكشي، والمقالات للأشعري.
فقد روى الكشي في ترجمة المغيرة بن سعيد عن يونس، عن هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد الله يقول:
(كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على أبي، ويأخذ كتب أصحابه،