كرامتها، وأسالت لهم جداول نعيمها، والتفت الملة بهم في عوائد بركتها، فأصبحوا في نعمتها غرقين، وفي خضرة عيشها فكهين.
قد تربعت الأمور بهم في ظل سلطان قاهر، وآوتهم الحال إلى كنف عز غالب، وتعطفت الأمور عليهم في ذرى (1) ملك ثابت. فهم حكام على العالمين، وملوك في أطراف الأرضين. يملكون الأمور على من كان يملكها عليهم، ويمضون الأحكام فيمن كان يمضيها فيهم! لا تغمز (2) لهم قناة (3)، ولا تقرع لهم صفاة (4) ألا وإنكم قد نفضتم أيديكم من حبل الطاعة، وثلمتم حصن الله المضروب عليكم، بأحكام الجاهلية (5).
- فاطمة (عليها السلام) - في خطابها للمسلمين بعد أبيها -: كنتم على شفا حفرة من النار مذقة الشارب، ونهزة (6) الطامع، وقبسة العجلان، وموطئ الأقدام، تشربون الطرق (7)، وتقتاتون القد (8)، أذلة خاسئين (صاغرين)، تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم، فأنقذكم الله تبارك وتعالى بأبي محمد (صلى الله عليه وآله) (9).
- الإمام الهادي (عليه السلام) - في خطبته -: الحمد لله العالم بما هو كائن من قبل أن يدين له من خلقه دائن... وأن محمدا عبده ورسوله المصطفى ووليه المرتضى