العقل والجهل في الكتاب والسنة - محمد الريشهري - الصفحة ٢٣٢
وعزته، فغلب الأعز الأذل، وأكل الكبير فيها الأقل (1).
- جعفر بن أبي طالب - فيما وصف به قومه للنجاشي ملك الحبشة -: أيها الملك، كنا قوما أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسئ الجوار، يأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا، نعرف نسبه وصدقه، وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا (نعبد) (2) نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام... فصدقناه، وآمنا به، واتبعناه على ما جاء به، فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئا، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا، ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث (3).
- الإمام علي (عليه السلام): أما بعد، فإن الله سبحانه بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) وليس أحد من العرب يقرأ كتابا، ولا يدعي نبوة ولا وحيا (4).

(١) تاريخ المدينة: ٢ / ٥٥٨ عن الشعبي، وراجع المفصل في تاريخ العرب: ١ / ٣٧، بلوغ الإرب: ١ / ١٥.
(٢) سقط ما بين القوسين من الطبع وأثبتناه من طبعة أخرى.
(٣) مسند ابن حنبل: ١ / ٤٣٢ / ١٧٤٠، السيرة النبوية لابن هشام: ١ / ٣٥٩، وراجع دلائل النبوة للبيهقي: ٢ / ٣٠٢، تاريخ اليعقوبي: ٢ / ٢٩، تفسير القمي: ١ / ١٧٧.
(٤) نهج البلاغة: الخطبة ١٠٤ و ٣٣، الإرشاد: ١ / ٢٤٨ عن ابن عباس وليس فيهما " ولا وحيا ".
وفي بحار الأنوار: ١٨ / 220 / 52، في صدد بيان قوله (عليه السلام): " وليس أحد من العرب يقرأ كتابا " أي في زمانه (صلى الله عليه وآله) وما قاربه، فلا ينافي بعثة هود وصالح وشعيب (عليهم السلام) في العرب، وأما خالد بن سنان فلو ثبت بعثته فلم يكن يقرأ كتابا ويدعي شريعة، وإنما نبوته كانت مشابهة لنبوة جماعة من أنبياء بني إسرائيل لم يكن لهم كتب ولا شرائع، مع أنه يمكن أن يكون المراد الزمان الذي بعده.
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»
الفهرست