إني أريد أن أجعلك بيني وبين الله حجة فأظهرني على السنة والجماعة وما كتبته عن أصحابك عما كتبوه عن التابعين مما كتبوه عن أصحاب رسول الله. فحدثه بهذا الحديث.
قال الأميني: نحن نجد الباحث في غنى عن البحث عن هذه الأسطورة وما فيها من مضحكات الثكلى، ونجل أحمد عن أن يتخذها حجة بينه وبين الله فيلقنها خليفة وقته، ونربي به عن تصديق مثل محمد بن عكاشة الذي جاء فيه قول ابن عساكر بعد روايته هذه الرؤيا: قال سعيد بن عمرو البردعي: قلت لأبي زرعة: محمد بن عكاشة الكرماني. فحرك رأسه فقال: رأيته وكتبت عنه وكان كذابا. قلت: كتبت عنه الرؤيا التي كان يحكيها؟ قال: نعم كتبت عنه فزعم أنه عرض على شبابة: الإيمان قول وعمل ويزيد وينقص فيه أي به، وأنه عرض على أبي نعيم: علي ثم عثمان فقال به وهو كذوب ولا يحسن أنه يكتب أيضا، يعني إن شبابة لا يقول بذلك وكذا أبو نعيم قلت:
أين رأيته؟ قال، قدم هنا مع محمد بن رافع وكان رفيقه كنت أرى له سمتا ولقيني محمد ابن رافع فكره أن يقول فيه شيئا وقال لي: لا يخفى عليك أمره إذا فاتحته فقلت: إن رأيت أن تفيدني شيئا قال: نعم. ثم كاد يصعق واضطرب بطنه فهالني ذلك ثم أقبل علي فقال: إن أول ما أملى علي أن كذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى علي وعلى ابن عباس. الخ (1).
وذكره الحاكم في الضعفاء فقال: منهم جماعة وضعوا كما زعموا يدعون الناس إلى فضائل الأعمال مثل أبي عصمة ومحمد بن عكاشة الكرماني ثم نقل عن سهل بن السري الحافظ أنه كان يقول: وضع أحمد الجويباري ومحمد بن تميم ومحمد بن عكاشة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أكثر من عشرة آلاف حديث. راجع ما أسلفناه في سلسلة الكذابين ج 5: 261 ط 2، ولسان الميزان 5. 286 - 289.
فرجل هذا حاله وتلك صفته وذلك حديثه ليس بالمستطاع تصديقه علي دعاويه المجردة في المبادئ والمعتقدات، العجب كل العجب من الفقيه الثقة الذي يعتمد على مثلها من خزاية، قاتل الله الحب المعمي والمصم هو الذي حدى القوم إلى تفتين بسطاء الأمة بمثل هذه الخزعبلات والله يعلم أنهم لكاذبون.