قال: ثم ابن عباس فأتم خطبته ولم يعرض لشئ به شأنه.
قال الأميني: هذا ما يمكننا أن نؤمن به من كتاب عثمان إلى الحضور في الموسم وهناك كتاب مفصل إلى الحاج ينسب إليه يتضمن آيا من الحكم والموعظة الحسنة يطفح عن جوانبه الورع الشديد في دين الله، والأخذ بالكتاب والسنة، والاحتذاء بسيرة الشيخين، يبعد جدا عن نفسيات عثمان وعما عرفته الأمة من تاريخ حياته، والكتاب أخرجه الطبري في تاريخه 5 140 - 143 وراق الدكتور طه حسين ما وجد فيه من المعاني الراقية والجمل الرائقة، والفصول القيمة فذكره في ملحق كتابه " الفتنة الكبرى " ص 227 - 231 ذاهلا عن أن الكتاب لم يرو إلا من طريق ابن أبي سبرة القرشي العامري المدني الوضاع الكذاب السابق ذكره في سلسلة الوضاعين في الجزء الخامس، قال الواقدي: كان كثير الحديث وليس بحجة، وقال صالح بن أحمد عن أبيه: كان يضع الحديث. قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: ليس بشئ كان يضع الحديث ويكذب، وعن ابن معين ليس حديثه بشئ، ضعيف الحديث، وقال ابن المديني: كان ضعيفا في الحديث، وقال مرة: كان منكر الحديث. وقال الجوزجاني: يضعف حديثه.
وقال البخاري: ضعيف. وقال مرة: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث.
وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ وهو في جملة من يضع الحديث. وقال ابن حبان: كان ممن يروي الموضوعات عن الثقات لا يجوز الاحتجاج به. وقال الحاكم أبو عبد الله: يروي الموضوعات عن الاثبات (1).
نظرة في الكتب المذكورة لقد تضمنت هذه الكتب أشياء هي كافية في إثارة عواطف المؤمنين على من كتبها ولو لم يكن له سابقة سوء غيرها. منها:
قوله عن المهاجرين والأنصار وليس في المدينة غيرهم: إن أهل المدينة قد كفروا، واخلفوا الطاعة، ونكثوا البيعة. وقوله: فهم كالأحزاب أيام الأحزاب أو من غزانا بأحد. وهو يريد أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم، المشهود لهم جمعاء بالعدالة عند قاطبة أهل السنة، ولقد صعدوا وصوبوا في إثبات ذلك بما لا مزيد عليه عندهم، ولا يزالون يحتجون بأقوالهم