المفترض طاعته الواجب حفظه، يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، والله من ورائهم محيط.
7 - حديث عبد الله بن مسعود الصحابي البدري العظيم مر في هذا الجزء ص 63 شطرا من أحاديثه المعربة عن رأيه السديد في عثمان وعما كان حاملا بين جنبيه من الموجدة عليه، وإنه كان من الناقمين عليه يعيبه ويقدح فيه، أفسد عليه العراق بذكر محدثاته، وأخذه عثمان بذلك أخذا شديدا وحبسه وهجره ومنعه عطاءه سنين وأمر به وأخرج من مسجد رسول الله إخراجا عنيقا، وضرب به الأرض فدق ضلعه وضربه أربعين سوطا.
وكان ابن مسعود على اعتقاده السئ في الرجل مغاضبا له حتى لفظ نفسه الأخير وأوصى أن لا يصلي عليه، وفي الفتنة الكبرى ص 171: روي أن ابن مسعود كان يستحل دم عثمان أيام كان في الكوفة، وهو كان يخطب الناس فيقول: إن شر الأمور محدثاتها، وكل محدث بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار (1) يعرض في ذلك بعثمان و عامله الوليد. ا ه.
هذا رأي ذلك الصحابي العظيم في الرجل، فبأي تمحل يتأتى للباحث تقديس عثمان بعد ما يستحل دمه أو يشدد النكير عليه ويراه صاحب محدثات وبدع مثل ابن مسعود أشبه الناس هديا ودلا وسمتا بمحمد نبي العظمة صلى الله عليه وآله وسلم؟.
8 - حديث عمار بن ياسر البدري العظيم الممدوح بالكتاب والسنة 1 من خطبة لعمار خطبها يوم صفين قال:
انهضوا معي عباد الله إلى قوم يزعمون أنهم يطلبون بدم ظالم إنما قتله الصالحون المنكرون للعدوان، الآمرون بالإحسان، فقال هؤلاء الذين لا يبالون إذا سلمت لهم دنياهم ولو درس هذا الدين: لم قتلتموه؟ فقلنا لأحداثه، فقالوا: إنه لم يحدث