جواب أم المؤمنين لو أحفيت السؤال عن خطيئتها أيهما أعظم؟ إجهازها على عثمان أم محاربتها الإمام أمير المؤمنين عليا عليه السلام؟ غير أنها اليوم وقد كشف عنها الغطاء تجيب بأن الخطيئة كانت واحدة مرتكزة على سنام الجمل وتحت أستار الهودج، وهل كانت روايتها هذه لتبرير عملها الأخير؟ وقد جعلتها معذرة لها في ثورتها أو أنها اختلقت عليها فأخرجتها رواة السفاسف أو حملة الأضغان على البيت النبوي الطاهر، أو سماسرة البيت الأموي الذين حاولوا نشر الفضيلة لهم ولو بالأفائك؟
وكانت أم المؤمنين عالمة جدا بأن قتل عثمان كان هينا عند الله ورسوله في جنب خروجها من عقر دارها كما قال لها جارية بن قدامة السعدي الصحابي: يا أم المؤمنين؟ والله لقتل عثمان بن عفان أهون من خروجك من بيتك على هذا الجمل الملعون عرضة للسلاح، إنه قد كان لك من الله ستر وحرمة، فهتكت سترك، وأبحت حرمتك، إنه من رأى قتالك فإنه يرى قتلك، إن كنت أتيتينا طائعة؟ فارجعي إلى منزلك، وإن كنت أتيتينا مستكرهة؟ فاستعيني بالناس (1) ثم هل كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعو لعثمان بالثبات على الحق من اتباع الكتاب والسنة؟ فلماذا لم يستجب ذلك الدعاء فخالفهما؟ وظهر ذلك منه حتى عرفته عامة الصحابة فأنكروه عليه حتى قتلوه.
أو أنه كان يدعو له بالتوفيق للتوبة؟ فلماذا لم يوفق؟ فكلما تاب رجع، وكلما عهد حنث، حتى عرف ذلك الثائرون عليه فلم يجدوا بدا من إعدامه.
أو أنه كان يدعو له بالمغفرة وإن لم تكن توبته نصوحا؟ فذلك إغراء بالجهل، وترخيص في المعصية، وهو محال على النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
أو أنه كان يدعو له بدفع عادية الناس عنه على ما هو عليه من طاعة أو معصية؟
فهبني قلت: إنه جائز لكن الدعاء لم يستجب، وما غناء بقاء رجل هو هكذا سالما؟
وهو لا يقتص أثره في صلاح، ولا يقتفى في طاعة، ولا يتبع في خير، وإنما تورث سلامته تجريا على المعاصي وولعا بالميول والشهوات أو أنه كان يدعو له باليسار والثروة ليرغد عيشه ويرغد عيش من لف لفه و