وراء ظهورهم يوم الدار؟ يوم قالوا له: والله أحل الله دمك (1) يوم كتبوا إليه يدعونه إلى التوبة وحاجوه وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يمسكون عنه أبدا حتى يقتلوه (2) يوم سلم عليهم فما سمع أحدا من الناس يرد عليه، وكان فيهم من عمد الصحابة من فيهم (3) يوم رفعت أمهم عقيرتها وهي تقول: اقتلوا نعثلا قتله الله فقد كفر، إلى أيام قصصنا عليك حوادثها، أو أنهم كلهم نسوه فنالوا من الرجل ما نالوا؟ وهل حصل لهم مذكر من عند أنفسهم فلم يوافقوه على السماع؟ أو لم يعيروا له أذنا مصغية؟ هذا وهم عدول، وإن ممن سمع بطبع الحال هاتيك الكلمة نفس عثمان فلماذا كان يخاف من القفول إلى مكة حذار أن يكون هو الذي سمع فيه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما مر من أنه يلحد بمكة رجل عليه عذاب نصف أهل الأرض؟
23 - ذكر ابن كثير في تاريخه عند عد مناقب عثمان عن إسماعيل بن عبد الملك عن عبد الله بن أبي مليكة عن عائشة قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعا يديه حتى يبدو ضبعيه إلا لعثمان بن عفان إذا دعا له.
قال الأميني: حذف ابن كثير وغيره ممن ذكر هذه المهزأة إسنادها وأرسلوها إرسال المسلم ذاهلين عن أن في ذكر إسماعيل بن عبد الملك كفاية من عرفان بقية رجاله قال ابن عمار وأبو داود: ضعيف. وقال ابن الجارود وابن معين والنسائي وأبو حاتم:
ليس بالقوي. وقال عبد الرحمن بن مهدي: أضرب على حديثه. وقال الفلاس وأبو موسى:
كان عبد الرحمن ويحيى لا يحدثان عنه. وقال ابن حبان: كان يقلب ما يروي (4) وأنا لا أدري أن عائشة متى روت هذه الرواية، قبل تكفيرها الرجل وتأليب الناس عليه، ثم نسيتها؟ وسرعان ما تنسى أم المؤمنين ما حفظته كما نسيت أقوال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لها في مناوئة أمير المؤمنين علي عليه السلام وعن كلاب الحوأب ونباحها، أم أنها روتها حين كانت تثير العواطف على عثمان وترهج عليه نقع الحروب حتى أوردته موارد