بعجيبة: فقالوا: وما هي إلا؟ فقلت: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: كان علي محدثا، فقالوا: ما صنعت شيئا إلا سألته: من كان يحدثه؟ فرجعت إليه فقلت: إني حدثت أصحابي بما حدثتني فقالوا: ما صنعت شيئا إلا سألته: من كان يحدثه؟ فقال لي:
يحدثه ملك. قلت: تقول إنه نبي؟ قال: فحرك يده هكذا، أو كصاحب سليمان، أو كصاحب موسى، أو كذي القرنين، أو ما بلغكم أنه قال: وفيكم مثله؟
وحديث آخر ما ملخصه: إن عليا [أمير المؤمنين] كان يعرف قاتله ويعرف الأمور العظام التي كان يحدث بها الناس بقول الله عز ذكره. وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث.
وحديثان آخران أحدهما: أن أوصياء محمد صلى الله عليه وآله محدثون. والثاني: الأئمة علماء صادقون مفهمون محدثون. والحديث الخامس في معنى المحدث وإنه يسمع الصوت ولا يرى الشخص. وليس في هذا الباب من كتاب الكافي غير ما ذكرناه.
وروى شيخ الطائفة في أماليه ص 260 بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان علي عليه السلام محدثا، وكان سلمان محدثا قال: قلت: فما آية المحدث؟ قال: يأتيه ملك فينكت في قلبه كيت كيت.
وبالإسناد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: منا من ينكت في قلبه، ومنا من يقذف في قلبه، ومنا من يخاطب.
وبإسناده عن الحرث النصري قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: الذي يسأل عنه الإمام وليس عنده فيه شئ من أين يعلمه؟ قال: ينكت في القلب نكتا، أو ينقر في الأذن نقرا، وقيل لأبي عبد الله عليه السلام: إذا سئل كيف يجيب؟ قال: إلهام وسماع وربما كانا جمعا.
وروى الصفار بإسناده في " بصائر الدرجات " عن حمران بن أعين قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: ألست حدثتني إن عليا كان محدثا؟ قال: بلى. قلت: من يحدثه؟ قال: ملك. قلت: فأقول: إنه نبي أو رسول؟ قال: لا. بل مثله مثل صاحب سليمان، ومثل صاحب موسى، ومثل ذي القرنين، أما بلغك أن عليا سئل عن ذي القرنين؟ فقالوا: كان نبيا؟ قال: لا. بل كان عبدا أحب الله فأحبه، وناصح الله فناصحه.