آمن عند رؤية البأس والايمان (1) عند رؤية البأس غير مقبول وذلك حكم الله تعالى في السلف والخلف قال الله عز وجل فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم ايمانهم لما رأوا بأسنا وقال عز وجل " يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا " وهكذا فرعون " لما أدركه الغرق قال آمنت انه لا اله الا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين " فقيل له " الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية " وقد كان فرعون من قرنه إلى قدمه في الحديد وقد لبسه على بدنه فلما أغرق ألقاه الله على نجوة من الأرض ببدنه لتكون لمن بعده علامة فيرونه مع تثقله بالحديد على مرتفع من الأرض وسبيل الثقيل (التثقيل - خ علل) ان يرسب ولا يرتفع وكان (فكان - خ علل) ذلك آية وعلامة ولعلة أخرى أغرق الله عز وجل فرعون وهي انه استغاث بموسى لما أدركه الغرق ولم يستغث بالله فأوحى الله عز وجل اليه يا موسى لم تغث (2) فرعون لأنك لم تخلقه ولو استغاث بي لأغثته.
2840 (12) العلل 67 - حدثنا الحاكم أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان النيسابوري رضي الله عنه عمه أبى عبد الله محمد بن شاذان قال حدثنا الفضل بن شاذان عن محمد بن أبي عمير قال قلت لموسى بن جعفر عليهما السلام أخبرني عن قول الله عز وجل لموسى وهارون اذهبا إلى فرعون انه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى؟ فقال اما قوله فقولا له قولا لينا اي كنياه وقولا له يا أبا مصعب وكان اسم فرعون ابا مصعب الوليد بن مصعب واما قوله لعله يتذكر أو يخشى فإنما قال ليكون أحرص لموسى على الذهاب وقد علم الله عز وجل ان فرعون لا يتذكر ولا يخشى الا عند رؤية البأس ألا تسمع الله عز وجل يقول (حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت انه لا اله الا الذي آمنت به بنو إسرائيل وانا من المسلمين) فلم يقبل الله ايمانه وقال (الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين)