قال السمهودي في جواهر العقدين في ضمن التنبيهات التي أوردها بعد ذكر حديث الثقلين.
ثانيها الذين وقع الحث على التمسك بهم من أهل البيت النبوي والعترة الطاهرة هم العلماء بكتاب الله عز وجل إذ لا يحث صلى الله عليه وسلم على التمسك بغيرهم وهم الذين لا يقع بينهم وبين الكتاب افتراق حتى يردا الحوص ولهذا قال لا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا وقال في الطريق الأخرى في عترته لا تسبقوهم فتهلكوا ولا تعلموهم فهم اعلم منكم واختصوا بمزيد الحث عن غيرهم من العلماء لما تضمنته الأحاديث المتقدمة ولحديث احمد ذكر عند النبي (ص) قضاء قضى به علي رضي الله عنه فأعجب النبي (ص) وقال الحمد لله الذي جعل الحكمة فينا أهل البيت انتهى.
وقال ابن حجر في الصواعق بعد ذكر حديث الثقلين في ضمن تنبيه ثم الذين وقع الحديث عليهم منهم انما هم العافون بكتاب الله وسنة رسوله إذ هم الذين لا يفارقون الكتاب إلى الحوض ويؤيده الخبر السابق ولا تعلموهم فإنهم اعلم منكم وتميزوا بذلك عن بقية العلماء لان الله اذهب عنهم الرجس وطهرهم وتطهيرا وشرفهم بالكرامات الباهرة والمزايا المتكاثرة وقد مر بعضها وسيأتي الخبر الذي في قريش وتعلموا منهم فإنهم اعلم منكم فان ثبت هذا لعموم قريش فإله البيت أولى منهم بذلك لأنهم امتازوا من بينهم بخصوصيات لا يشاركهم فيها بقية قريش وفى أحاديث الحث على التمسك باهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهل منهم للتمسك إلى يوم القيمة كما أن الكتاب العزيز كذلك ولهذا كانوا أمانا لأهل الأرض كما يأتي ويشهد لذلك الخبر السابق في كل خلف من أمتي عدول من اهل بيتي إلى آخره ثم أحق من يتمسك منهم امامهم وعالمهم على ابن أبي طالب كرم الله وجهه لما قدمناه من مزيد علمه ودقائق مستنبطاته ومن ثم قال أبو بكر على عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم اي الذين حث على التمسك بهم فخصه لما قلناه ولذلك خصه صلى الله عليه وسلم بما يوم غدير خم.