جامع أحاديث الشيعة - السيد البروجردي - ج ١ - الصفحة ٣٥
وفى أخرى انه قاله بالمدينة في مرضه الذي توفى فيه وقد امتلأت الحجرة من أصحابه وانما كرره عليهم في مواطن كثيرة خوفا عن الرد على العترة هلاكة الأمة وقد ورد في أكثر طرق الحديث انه صلى الله عليه وآله حين أراد أن يأمر الأمة بالتمسك بالكتاب الكريم والعترة الطاهرة قا خطيبا أو كان على ناقته القصوى أو على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ووعظهم وذكرهم وهذا أيضا يدل على عظم قدرهما وكبر شأنهما وعلى شدة اهتمامه صلى الله عليه وآله وسلم بتمسك الأمة بهما.
قال ابن حجر المكي في الصواعق ص 89 (بعد ايراد طرق كثيرة لهذا الحديث المنيف) ثم اعلم أن لحديث التمسك بذلك طرقا كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابيا ومر له طرق مبسوطة في حادي عشر الشبه وفى بعض تلك الطرق أنه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة وفى أخرى انه قاله بالمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة من أصحابه وفى أخرى أنه قال ذلك بغدير خم وفى أخرى انه قاله لما قام خطيبا بعد انصرافه من الطائف كما مر ولا تنافي إذ لا مانع من انه كرر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها اهتماما بشأن الكتاب العزيز والعترة انتهى.
واما شرح الحديث فلنبدأ به مستعينا بالله تعالى معتصما بحوله وقوته ومصليا على النبي وآله.
فنقول قوله صلى الله عليه وآله انما انا بشر يوشك ان يأتي رسول ربى فأجيب (أو ما يقرب ذلك) اخبار بدنو موته صلى الله عليه وآله وتذكار لهم بان الله هو الرب واليه المرجع فلا تنسوه وتنبيه على أن هذا آخر ما أوصيكم به فاستمعوا له واعملوا به.
قوله صلى الله عليه وآله انى تارك فيكم الثقلين كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي اهل بيتي " أو بمعناه ".
ففي قوله انى تارك تلويح بأنهما بمنزلة نفسه وخليفتاه كما صرح به في غير واحد من طرقه مثل ما رواه محمد بن مسلم ابن أبي الفوارس وغيره ففي روايته انى تارك فيكم كتاب الله وعترتي اهل بيتي فهما خليفتان بعدي فيظهر منه انه يجب على
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - باب فرض طلب العلم او الحجة فى الاحكام الشرعية وعدم جواز الافتاء والقضاء والعمل بغير علم ولاحجة 86
2 2 - باب حجية ظواهر الكتاب بعد الفحص عن المخصص أو المقيد او المبين أو المفسر أو الناسخ وعدم حجيتها قبله 104
3 3 - باب حجية سنة النبي صلى الله عليه وآله بعد الفحص 120
4 4 - باب حجية فتوى الائمة المعصومين عليهم السلام من العترة الطاهرة بعد الفحص 126
5 5 - باب حجية اخبار الثقات عن النبى صلى الله عليه وآله والائمة الاطهار عليهم السلام 219
6 6 - باب ما يعالج به تعارض الروايات من الجمع والترجيح وغيرهما 254
7 7 - باب عدم حجية القياس والرأي والاجتهاد وحرمة الافتاء والعمل بها فى الاحكام وأنه لايجوز تقليد من يفتى بها ويجب نقض الحكم المستند أليها وكذا لايجوز العمل بفتوى من لايرى حجية أقوال العترة ولا التحاكم اليه. 269
8 8 - باب حكم ما اذا لم توجد حجة على الحكم بعد الفحص فى الشبهة الوجوبية والتحريمية. 324
9 9 - باب أن من بلغه ثواب من الله تعالى على عمل فصنعه كان له أجره وأن لم يكن كما بلغه 340
10 10 - باب أشتراط التكليف بالعقل 342
11 11 - باب اشتراط التكليف بالبلوغ وبيان حده فى الغلام والجارية واستحباب تمرين الاطفال قبل ذلك 350
12 12 - باب وجوب النية فى العبادات الواجبة و أنه لا عمل الابها ووجوب الاخلاص فيها وفى نيتها وحرمة الرياء وبطلان العبادة المقصودة بها الرياء وجملة مما يتعلق بذلك 356
13 13 - باب علامة المرائي واستحباب العبادة فى السر وكراهة الاشتهار بها واستحباب تحسينها واتيانها علانية للترغيب فى الدين 376
14 14 - باب كراهة ذكر العبادة للغير مالم يرجو نفعه وعدم كراهة السرور باطلاع الغير على عمله اذا لم يكن العمل لذلك 384
15 15 - باب حكم الاعجاب بالعمل وبالنفس وما ورد فى ذمه وآثاره 386
16 16 - باب كراهة استكثار الخير واستحباب الاعتراف بالتقصير فى العبادة والحث عليها والجد والاجتهاد فيها مالم يوجب الكره والكسل و كراهة استقلال الخير وأن قل 398
17 17 - باب جواز السرور بالعبادة من دون العجب 419
18 18 - باب استحباب التعجيل فى أفعال الخير و كراهة تسويفها واستحباب المداومة عليها وان قلت 421
19 19 - باب اشتراط قبول الاعمال بولاية الائمة عليهم السلام واعتقاد أمامتهم 426
20 20 - باب دعائم الاسلام وأهم فرائضه 461