انحناء ظهره واذهب ارتعاد فرائصه وعلى كل واحد من هذه الوجوه فمجرد تعبيره صلى الله عليه وآله هنا عن العترة بالثقل كما عبرته عن الكتاب دليل واضح وبرهان لائح على وجوب اتباع أهل البيت عليهم السلام وعلى حجية أقوالهم في الاحكام كما لا يخفى على السامع المتأمل والناظر المتبصر فان مصحح اطلاق الثقل على الكتاب هو الوجه في اطلاقه على العترة ولذا صرح علماء اللغة وأئمة الحديث ورجال التحقيق باتحاد الوجه فيهما وقالوا سماها الثقلين لكون كل واحد منهما معدنا للعلوم أو ثقل العمل بهما أو لثقلهما في الميزان أو لعمارة الدين بهما أو غير ذلك مما تقدم ولم يقل أحد من المحققين بتخالف السبب وتغاير الوجه فيهما ومعلوم ان التوصية بالكتاب وتسميته بالثقل تفخيما وتعظيما ليس إلا لانتفاع الأمة واهتدائهم به في امر دينهم ولذا قد ورد في كثير من طرقه كتاب الله فيه النور والهدى فكذلك الوصية بالعترة وتسميتهم بالثقل فكما يجب على الأمة مضافا إلى تعظيم القرآن وتكريمة الاخذ بما فيه فكذلك يجب عليهم الاخذ بأقوال العترة مضافا إلى توقيرهم وتجليلهم وقد بالغ صلى الله عليه وآله بجعلهم اقران الكتاب في اجلالهم واكرامهم وبين علو امرهم وسمو قدرهم فان هذه منزلة عظيمة لا رتبة أعلى منها ولا مقام لا يبلغها الا من عصمه الله من الزجر وطهره عن الرجس.
وكتاب الله القرآن العظيم والحبل خبر لمبتدأ محذوف اي هو حبل ممدود من السماء وفى غير واحد من طرق الحديث كتاب الله سبب بيد الله وسبب بأيديكم قال في لسان العرب في لغة حبل نقلا عن الأزهري وفى حديث النبي صلى الله عليه وسلم وأوصيكم بكتاب الله وعترتي أحدهما أعظم من الاخر وهو كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض اي نور ممدود قال أبو منصور في هذا الحديث اتصال كتاب الله (اي اتصاله بالله وعدم انقطاعه منه) وان كان يتلى في الأرض وينسخ ويكتب ومعنى الحبل الممدود نور هداه والعرب يشبه النور الممتد بالحبل والخبط قال الله حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط