جامع أحاديث الشيعة - السيد البروجردي - ج ١ - الصفحة ٤٢
انحناء ظهره واذهب ارتعاد فرائصه وعلى كل واحد من هذه الوجوه فمجرد تعبيره صلى الله عليه وآله هنا عن العترة بالثقل كما عبرته عن الكتاب دليل واضح وبرهان لائح على وجوب اتباع أهل البيت عليهم السلام وعلى حجية أقوالهم في الاحكام كما لا يخفى على السامع المتأمل والناظر المتبصر فان مصحح اطلاق الثقل على الكتاب هو الوجه في اطلاقه على العترة ولذا صرح علماء اللغة وأئمة الحديث ورجال التحقيق باتحاد الوجه فيهما وقالوا سماها الثقلين لكون كل واحد منهما معدنا للعلوم أو ثقل العمل بهما أو لثقلهما في الميزان أو لعمارة الدين بهما أو غير ذلك مما تقدم ولم يقل أحد من المحققين بتخالف السبب وتغاير الوجه فيهما ومعلوم ان التوصية بالكتاب وتسميته بالثقل تفخيما وتعظيما ليس إلا لانتفاع الأمة واهتدائهم به في امر دينهم ولذا قد ورد في كثير من طرقه كتاب الله فيه النور والهدى فكذلك الوصية بالعترة وتسميتهم بالثقل فكما يجب على الأمة مضافا إلى تعظيم القرآن وتكريمة الاخذ بما فيه فكذلك يجب عليهم الاخذ بأقوال العترة مضافا إلى توقيرهم وتجليلهم وقد بالغ صلى الله عليه وآله بجعلهم اقران الكتاب في اجلالهم واكرامهم وبين علو امرهم وسمو قدرهم فان هذه منزلة عظيمة لا رتبة أعلى منها ولا مقام لا يبلغها الا من عصمه الله من الزجر وطهره عن الرجس.
وكتاب الله القرآن العظيم والحبل خبر لمبتدأ محذوف اي هو حبل ممدود من السماء وفى غير واحد من طرق الحديث كتاب الله سبب بيد الله وسبب بأيديكم قال في لسان العرب في لغة حبل نقلا عن الأزهري وفى حديث النبي صلى الله عليه وسلم وأوصيكم بكتاب الله وعترتي أحدهما أعظم من الاخر وهو كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض اي نور ممدود قال أبو منصور في هذا الحديث اتصال كتاب الله (اي اتصاله بالله وعدم انقطاعه منه) وان كان يتلى في الأرض وينسخ ويكتب ومعنى الحبل الممدود نور هداه والعرب يشبه النور الممتد بالحبل والخبط قال الله حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - باب فرض طلب العلم او الحجة فى الاحكام الشرعية وعدم جواز الافتاء والقضاء والعمل بغير علم ولاحجة 86
2 2 - باب حجية ظواهر الكتاب بعد الفحص عن المخصص أو المقيد او المبين أو المفسر أو الناسخ وعدم حجيتها قبله 104
3 3 - باب حجية سنة النبي صلى الله عليه وآله بعد الفحص 120
4 4 - باب حجية فتوى الائمة المعصومين عليهم السلام من العترة الطاهرة بعد الفحص 126
5 5 - باب حجية اخبار الثقات عن النبى صلى الله عليه وآله والائمة الاطهار عليهم السلام 219
6 6 - باب ما يعالج به تعارض الروايات من الجمع والترجيح وغيرهما 254
7 7 - باب عدم حجية القياس والرأي والاجتهاد وحرمة الافتاء والعمل بها فى الاحكام وأنه لايجوز تقليد من يفتى بها ويجب نقض الحكم المستند أليها وكذا لايجوز العمل بفتوى من لايرى حجية أقوال العترة ولا التحاكم اليه. 269
8 8 - باب حكم ما اذا لم توجد حجة على الحكم بعد الفحص فى الشبهة الوجوبية والتحريمية. 324
9 9 - باب أن من بلغه ثواب من الله تعالى على عمل فصنعه كان له أجره وأن لم يكن كما بلغه 340
10 10 - باب أشتراط التكليف بالعقل 342
11 11 - باب اشتراط التكليف بالبلوغ وبيان حده فى الغلام والجارية واستحباب تمرين الاطفال قبل ذلك 350
12 12 - باب وجوب النية فى العبادات الواجبة و أنه لا عمل الابها ووجوب الاخلاص فيها وفى نيتها وحرمة الرياء وبطلان العبادة المقصودة بها الرياء وجملة مما يتعلق بذلك 356
13 13 - باب علامة المرائي واستحباب العبادة فى السر وكراهة الاشتهار بها واستحباب تحسينها واتيانها علانية للترغيب فى الدين 376
14 14 - باب كراهة ذكر العبادة للغير مالم يرجو نفعه وعدم كراهة السرور باطلاع الغير على عمله اذا لم يكن العمل لذلك 384
15 15 - باب حكم الاعجاب بالعمل وبالنفس وما ورد فى ذمه وآثاره 386
16 16 - باب كراهة استكثار الخير واستحباب الاعتراف بالتقصير فى العبادة والحث عليها والجد والاجتهاد فيها مالم يوجب الكره والكسل و كراهة استقلال الخير وأن قل 398
17 17 - باب جواز السرور بالعبادة من دون العجب 419
18 18 - باب استحباب التعجيل فى أفعال الخير و كراهة تسويفها واستحباب المداومة عليها وان قلت 421
19 19 - باب اشتراط قبول الاعمال بولاية الائمة عليهم السلام واعتقاد أمامتهم 426
20 20 - باب دعائم الاسلام وأهم فرائضه 461