وعترة الرجل نسله ورهطه وعشيرته الأدنون ممن مضى وغبر ونبه صلى الله عليه وآله باهل بيتي تشريفا وتكريما لهم بكونهم أهل بيته ومخالطين ومقتبسين من أنواره فائزين بأسراره.
وقد ظهر مما نقلناه من أقوال علماء الجمهور ان المراد من العترة في الحديث ليس الامن كان عالما بالكتاب والسنة عارفا بالحلال والحرمة معصوما عن الذنب والرجز ومطهرا عن الدنس والرجس حتى يتوجه حثه (ص) على الاقتداء بهم و التعلم منهم ولا يخفى ان من نص على ذلك من علماء الجمهور كثير جدا وانما اكتفينا بمن ذكر لا الامر أوضح من أن يذكر وأظهر من أن يستر فإنه لا يعقل ان يجعل الرسول (ص) قرين الكتاب غير من يتصف بهذه الأوصاف من أقاربه وأولاده أو يحض على اتباعه والتعلم منه كما برهن عليه الفخر الرازي في تفسيره فلا يقاس هذا باية المودة لان لزوم التمسك بالعترة في الاحكام ووجوب التعلم منهم وحرمة مخالفتهم في الفتوى غير وجوب مودتهم ومحبتهم وتأكد حرمة ايذائهم فان إرادة - 1 - العموم في الثاني لا يأباه العقل وكفى فيه صرف انتسابهم إلى الرسول صلى الله عليه وآله بل يحكم به أداء لبعض حقوقه صلى الله عليه وآله بخلاف الأول فان العقل لا يجوز التباعة في الدين والتعلم في الشرع الا من العلماء الأتقياء والامناء النجباء.
واما ما ورد من الاخبار من طرق الفريقين في أن من امر الناس بالتمسك بهم من اهل بيته في هذا الحديث وفى غيره الأئمة الأطهار في أكثر من أن تحصى وتذكر بحيث لا يسع جمعها مجلدات ضخمة وانما نذكر قليلا منها تيمنا وتنبيها.
قال الحافظ صدر الدين أبو المجامع إبراهيم بن محمد بن المؤيد الحموئي في فرائد السمطين (على ما نقل عنه) قال على أنشدكم بالله أتعلمون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطيبا لم يخطب بعد ذلك فقال يا ايها الناس انى تارك فيكم كتاب الله وعترتي اهل بيتي فتمسكوا بهما لن تضلوا فان اللطيف الخبير أخبرني وعهد إلى