جامع أحاديث الشيعة - السيد البروجردي - ج ١ - الصفحة ٤٩
وعترة الرجل نسله ورهطه وعشيرته الأدنون ممن مضى وغبر ونبه صلى الله عليه وآله باهل بيتي تشريفا وتكريما لهم بكونهم أهل بيته ومخالطين ومقتبسين من أنواره فائزين بأسراره.
وقد ظهر مما نقلناه من أقوال علماء الجمهور ان المراد من العترة في الحديث ليس الامن كان عالما بالكتاب والسنة عارفا بالحلال والحرمة معصوما عن الذنب والرجز ومطهرا عن الدنس والرجس حتى يتوجه حثه (ص) على الاقتداء بهم و التعلم منهم ولا يخفى ان من نص على ذلك من علماء الجمهور كثير جدا وانما اكتفينا بمن ذكر لا الامر أوضح من أن يذكر وأظهر من أن يستر فإنه لا يعقل ان يجعل الرسول (ص) قرين الكتاب غير من يتصف بهذه الأوصاف من أقاربه وأولاده أو يحض على اتباعه والتعلم منه كما برهن عليه الفخر الرازي في تفسيره فلا يقاس هذا باية المودة لان لزوم التمسك بالعترة في الاحكام ووجوب التعلم منهم وحرمة مخالفتهم في الفتوى غير وجوب مودتهم ومحبتهم وتأكد حرمة ايذائهم فان إرادة - 1 - العموم في الثاني لا يأباه العقل وكفى فيه صرف انتسابهم إلى الرسول صلى الله عليه وآله بل يحكم به أداء لبعض حقوقه صلى الله عليه وآله بخلاف الأول فان العقل لا يجوز التباعة في الدين والتعلم في الشرع الا من العلماء الأتقياء والامناء النجباء.
واما ما ورد من الاخبار من طرق الفريقين في أن من امر الناس بالتمسك بهم من اهل بيته في هذا الحديث وفى غيره الأئمة الأطهار في أكثر من أن تحصى وتذكر بحيث لا يسع جمعها مجلدات ضخمة وانما نذكر قليلا منها تيمنا وتنبيها.
قال الحافظ صدر الدين أبو المجامع إبراهيم بن محمد بن المؤيد الحموئي في فرائد السمطين (على ما نقل عنه) قال على أنشدكم بالله أتعلمون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطيبا لم يخطب بعد ذلك فقال يا ايها الناس انى تارك فيكم كتاب الله وعترتي اهل بيتي فتمسكوا بهما لن تضلوا فان اللطيف الخبير أخبرني وعهد إلى

(1) قد ورد في روايات كثيرة أيضا ان المراد من ذوي القربى في آية المودة الأئمة الأنثى عشر وفاطمة الزهراء سلام الله عليهم أجمعين.
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - باب فرض طلب العلم او الحجة فى الاحكام الشرعية وعدم جواز الافتاء والقضاء والعمل بغير علم ولاحجة 86
2 2 - باب حجية ظواهر الكتاب بعد الفحص عن المخصص أو المقيد او المبين أو المفسر أو الناسخ وعدم حجيتها قبله 104
3 3 - باب حجية سنة النبي صلى الله عليه وآله بعد الفحص 120
4 4 - باب حجية فتوى الائمة المعصومين عليهم السلام من العترة الطاهرة بعد الفحص 126
5 5 - باب حجية اخبار الثقات عن النبى صلى الله عليه وآله والائمة الاطهار عليهم السلام 219
6 6 - باب ما يعالج به تعارض الروايات من الجمع والترجيح وغيرهما 254
7 7 - باب عدم حجية القياس والرأي والاجتهاد وحرمة الافتاء والعمل بها فى الاحكام وأنه لايجوز تقليد من يفتى بها ويجب نقض الحكم المستند أليها وكذا لايجوز العمل بفتوى من لايرى حجية أقوال العترة ولا التحاكم اليه. 269
8 8 - باب حكم ما اذا لم توجد حجة على الحكم بعد الفحص فى الشبهة الوجوبية والتحريمية. 324
9 9 - باب أن من بلغه ثواب من الله تعالى على عمل فصنعه كان له أجره وأن لم يكن كما بلغه 340
10 10 - باب أشتراط التكليف بالعقل 342
11 11 - باب اشتراط التكليف بالبلوغ وبيان حده فى الغلام والجارية واستحباب تمرين الاطفال قبل ذلك 350
12 12 - باب وجوب النية فى العبادات الواجبة و أنه لا عمل الابها ووجوب الاخلاص فيها وفى نيتها وحرمة الرياء وبطلان العبادة المقصودة بها الرياء وجملة مما يتعلق بذلك 356
13 13 - باب علامة المرائي واستحباب العبادة فى السر وكراهة الاشتهار بها واستحباب تحسينها واتيانها علانية للترغيب فى الدين 376
14 14 - باب كراهة ذكر العبادة للغير مالم يرجو نفعه وعدم كراهة السرور باطلاع الغير على عمله اذا لم يكن العمل لذلك 384
15 15 - باب حكم الاعجاب بالعمل وبالنفس وما ورد فى ذمه وآثاره 386
16 16 - باب كراهة استكثار الخير واستحباب الاعتراف بالتقصير فى العبادة والحث عليها والجد والاجتهاد فيها مالم يوجب الكره والكسل و كراهة استقلال الخير وأن قل 398
17 17 - باب جواز السرور بالعبادة من دون العجب 419
18 18 - باب استحباب التعجيل فى أفعال الخير و كراهة تسويفها واستحباب المداومة عليها وان قلت 421
19 19 - باب اشتراط قبول الاعمال بولاية الائمة عليهم السلام واعتقاد أمامتهم 426
20 20 - باب دعائم الاسلام وأهم فرائضه 461