سنلقي عليك قولا ثقيلا اي له وزن وقدر أو لأنه لا يؤدى الا بتكليف ما يثقل وسميا الانس والجن ثقلين لاختصاصهما بكونهما قطان الأرض وبكونهما فضلا بالتمييز على سائر الحيوان.
وقال السخاوي في الاستجلاب ما يقرب ذلك الا ان فيه فلان الاخذ بهما والعمل بهما ثقيل.
وقال المناوى في التيسير والعزيزي في السراج المنبر وغيرهم من أعاظم علماء الجمهور أيضا ما يقرب ذلك.
الثالث والرابع: ثقالتهما على نفوس كارهيهما وثقل عمل من تمسك بهما قال على القارى في شرح الصفا وأوصى بالثقلين بعده كتاب الله تعالى بالجر بدل مما قبله ويجوز رفعه ونصبه وعترته بكسر اوله اي أقاربه وأهل بيته وسميا بالثقلين اما لثقلهما على نفوس كارهيهما أو لكثرة حقوقهما فهما شاقان أو لعظم قدرهما أو لشدة الاخذ بهما أو لثقلهما في الميزان من قبل ما امر به فيهما أو لان عمارة الدين بهما كما عمرت الدنيا بالانس والجن المسميين بالثقلين في قوله تعالى سنفرغ لكم ايها الثقلان.
الخامس: علو قدرهما وعظم شأنهما كما صرح به كثير من الأعاظم.
السادس: عمارة الدين بهما كما تعمر الدنيا بالانس والجن:
قال على القارى في المرقاة - شرح المشكاة في شرح الحديث نقلا عن صاحب الفائق الثقل المتاع المجهول على الدابة وانما قيل للجن والانس الثقلان لأنهما ثقال الأرض فكأنهما ثقلاها وقد شبه بهما الكتاب والعترة في أن الدين يستصلح بهما ويعمر كما عمرت الدنيا بالثقلين.
وقال شهاب الدين الخفاجي في نسيم الرياض ص 409 ج 3 في شرح الحديث والثقلين تثنية الثقل وهو ما يثقل ضد الخفة وهما الانس والجان فسماهما ثقلين تعظيما لشأنهما وان عمارة الدين بهما كما تعمر الدنيا بالانس والجن ولرجحان قدرهما لان الرجحان في الميزان بثقل ما فيها أو لأنه يثقل رعاية حقوقهما.