وان جنته حق وان ناره حق وان الموت حق وان البعث حق بعد الموت وان الساعة آتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور قالوا بلى نشهد بذلك قال اللهم اشهد.
ثم قال يا ايها الناس ان الله مولاي وانا مولى المؤمنين وانا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا مولاه يعين عليا اللهم والا من والاه وعاد من عاداه.
ثم قال يا ايها الناس انى فرطكم وانكم واردون على الحوض حوض أعرض مما بين بصرى إلى صنعاء فيه عدد النجوم قدحان من فضة وانى سائلكم حين تردون على عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما الثقل الأكبر كتاب الله عز وجل سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا وعترتي اهل بيتي فإنه قد نبأني اللطيف الخبير انهما لن ينقضيا حتى يردا على الحوض.
ورواه فيه أيضا بطرق آخر ثم قال ص 89 والحاصل ان الحث وقع على التمسك بالكتاب وبالسنة وبالعلماء بهما من أهل البيت.
ويستفاد من مجموع ذلك بقاء الأمور الثلثة إلى قيام الساعة ثم اعلم أن لحديث التمسك بذلك طرقا كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابيا ومر له طرق مبسوطة في حادي عشر الشبه وفى بعض تلك الطرق أنه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة وفى أخرى انه قاله بالمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه وفى أخرى أنه قال ذلك بغدير خم.
وفى أخرى أنه قال (قاله - صح ط) لما قام خطيبا بعد انصرافه من الطائف كما مر ولا تنافي إذ لا مانع من انه كرر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها اهتماما بشأن الكتاب العزيزة العترة الطاهرة.
ومنهم أبو عبد الله محمد بن مسلم ابن أبي الفوارس الرازي في صدر أربعينه كما في العبقات قال فنرجو من الله ان يحشرنا في زمرة نبيه وعترته ويرزقنا رؤيتهم و شفاعتهم بفضله وسعة رحمته الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وقال النبي صلى الله عليه وسلم انى تارك فيكم كتاب الله وعترتي اهل بيتي فهما خليفتان بعدي أحدهما أكبر من الاخر سبب موصول من السماء إلى الأرض