الأمة ان يراعوا في حقهما ما تجب عليهم رعايته في حق الرسول صلى الله عليه وآله من الاتباع والانقياد والاكرام والتعظيم.
قال حسن بن محمد بن عبد الله الطيبى في الكاشف - شرح المشكاة قوله صلى الله عليه وآله انى تارك فيكم إشارة إلى انهما بمنزلة التوأمين الخلفين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه يوصى الأمة بحسن المعاشرة معهما وايثار حقهما على أنفسهم كما يوصى الأب المشفق لأولاده ويعضده الحديث السابق في الفصل الأول اذكر كم الله في اهل بيتي كما يقول الأب المشفق الله الله في حق أولادي انتهى).
والثقل محركة متاع المسافر وحشمه وكل شئ خطير نفيس مصون كما في تاج العروس ولسان العرب والقاموس وغيرها من كتب اللغة (قال في تاج العروس في مادة ثقل الثقل محركة متاع المسافر وحشمه والجمع أثقال وكل شئ خطير نفيس مصون له قدر ووزن ثقل عند العرب انتهى وما قيل في وجه تسمية الكتاب العزيز والعترة الطيبة بالثقلين أو يمكن ان يقال أمور:
الأولى كون كل واحد من الكتاب والعترة معدنا للعلوم العلية والحقايق الدينية ومنبعا للاسرار النفيسة والاحكام الإلهية.
قال نور الدين السمهودي في جواهر العقدين والحاصل انه لما كان كل من القرآن العظيم والعترة الطاهرة معدنا للعلوم الدينية والاسرار والحكم النفيسة الشرعية وكنوز دقائقها واستخراج حقائقها أطلق صلى الله عليه وسلم عليهما بالثقلين ويرشد لذلك حثه في بعض الطرق السالفة على الاقتداء والتمسك والتعلم من اهل بيته انتهى.
وقال ولى الله بن حبيب الله الأنصاري اللكهنوئي في مرآة المؤمنين ما ترجمته بالعربية كذا (ولعل وجه تسمية كتاب الله وعترته الطاهرة بالثقلين كون الثقل بفتح الثاء المثلة في اللغة الشئ النفيس المطهر المحفوظ ولا شبهة في أن كل واحد منها مصون محفوظ مطهر نفيس لان كل واحد منها معدن للعلوم الدينية ومخزن للاسرار الحكمية والعلمية والشرعية).