الثقلين كتاب الله حبل ممدود بين السماء والأرض وعترتي اهل بيتي الا انهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض الا فانظروا كيف تخلفوني فيهما.
فان قيل فقد قال جدك في كتاب الواهية أنبأنا عبد الوهاب الأنماطي عن محمد بن المظفر عن محمد العتيقي عن يوسف بن الدخيل عن جعفر العقيلي عن أحمد الحلواني عن عبد الله بن داهر حدثنا عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد بن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه ثم قال جدك (عطية - صح ظ) ضعيف وابن عبد القدوس رافضي وابن داهر ليس بشئ قلت الحديث الذي رويناه أخرجه احمد في الفضائل وليس في اسناده أحد ممن ضعفه وقد أخرجه أبو داود في سننه والترمذي أيضا (وعامة المحدثين - ن) وذكره ابن رزين في الجمع بين الصحاح والعجب كيف خفى عن جدي ما روى مسلم في صحيحه من حديث زيد بن أرقم.
ولا نطيل الكلام بذكر جميع ما ورد بهذا المضمون من طرق العامة والخاصة ولسنا بصدد استقصاء أسانيده وضبط ألفاظه المخصوصة وما أوردناه للتنبيه على أن وجوب الرجوع في الأمور الشرعية والتكاليف الإلهية إلى العترة الطيبة صلوات الله عليهم كوجوب الرجوع فيها إلى القرآن من أوضح الواضحات وأوجب الواجبات والا فلهذا الحديث الشريف طرق كثيرة قد رواه أعاظم علماء العامة عن أربعة وثلثين صحابيا وصحابية كما سيأتي في الباب الرابع من أبواب المقدمات.
وفى كثير من تلك الطرق انه صلى الله عليه وآله قال ذلك في حجة الوداع بماء يدعى خما وفى بعضها انه قاله في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصوى وفى بعضها انه قاله بمنى في مسجد الحنيف وفى بعضها انه قاله بعد محاصرة الطائف سبعة عشر أو تسعة عشر يوما وانصرافه منها وفى بعضها انه قاله في مرض وفاته على المنبر وعليه عصابة وفى رواية سليم بن قيس الهلالي انه قاله في خطبة في مواضع متعددة وفى آخر خطبة لم يخطب بعدها.