وقال نظام الدين حسين بن محمد بن حسين النيسابوري المعروف بالنظام الأعرج في تفسير غرايب القرآن في تفسير قوله تعالى (وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله) وكيف تكفرون استفهام بطريق الانكار والتعجب والمعنى من أين يتطرق إليكم الكفر والحال ان آيات الله تتلى عليكم على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم غضة في كل واقعة وبين أظهركم رسول الله يبين لكم كل شبهة ويزيح عنكم كل علة ومع هذين النورين لا يبقى لظلمة الضلال عين ولا اثر فعليكم أن لا تلتفتوا إلى قول المخالف وترجعوا فيما يعن لكم إلى الكتاب والنبي صلى الله عليه وسلم.
قلت اما الكتاب فإنه باق على وجه الدهر واما النبي صلى الله عليه وسلم فإن كان قد مضى إلى رحمة الله في الظاهر ولكن نور سره باق بين المؤمنين فكأنه باق على أن عترته صلى الله عليه وسلم وورثته يقومون مقامه بحسب الظاهر أيضا ولهذا قال صلى الله عليه وسلم انى تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي.
الثاني تأكد لزوم تباعة العترة وتعظيمهم وتوقيرهم لعدم افتراقهم عن الكتاب وجودا وعلما وعملا وقولا وشرفا وفضلا في الدنيا والآخرة وبالغ صلى الله عليه وآله في التوصية بقوله أخبرني اللطيف الخبير فان جميع اخباراته وان كان عن الله تعالى الا ان في التصريح بان هذا ما أخبر به اللطيف الخبير مالا يخفى من التأكيد خصوصا باختياره صلى الله عليه وآله اللطيف الخبير من بين أسماء الله تعالى فان فيه تنبيها على أن ما أخبركم به من عدم الافتراق اخبار عن العالم بخفايا الأمور و دقائقها فلا تشكوا فيه ولا ترتابوا.
قال محمد معين السندي في دراسات اللبيب اخرج احمد في مسنده ولفظه (انى أو شك ان ادعى فأجيب وانى تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي اهل بيتي وان اللطيف الخبير أخبرني انهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض فانظروني بما تخلفوني فيهما وسنده