لا بأس به فازددنا منه ان كل اخباراته صلى الله عليه وسلم وان كان وحيا من الله سبحانه ولكن هذا وحي أظهره به وأسنده إلى الله سبحانه فقال أخبرني اللطيف الخبير وفيه من تأكد اخبار كونهم على الحق كالقرآن وصونهم ابدا عن الخطأ كالوحي المنزل ما لا يخفى على الخبير وفيه أن قوله صلى الله عليه وسلم انهما لن يفترقا الخ ليس بدعاء مجرد على بعد أن يكون مرادا بل هو اخبار من الله سبحانه وتعالى.
وان قوله في بعض الروايات انى سألت لهما ذلك دعاء مجاب متحتم باخبار الطيف تعالى ومن تجلى لفاظ لطفه ان سرى روح القدس الحق في علومهم كسرايته في القرآن أو سرى سر الاتحاد بين مداركهم وبين القرآن فنيطت به أشد نياط لن يفترقا بسببه ابدا والى ذلك التلويح باختيار اللطيف ها هنا من بين أسماء الله تعالى وعدم الافتراق هذا - كذا - بينهما انما هو في الحكم فلا يحكمون بحكم لا يحكم به الكتاب والسنة.
وقال عبد الرؤف المناوى في فيض القدير ومحمد بن عبد الباقي الزرقاني في شرح المواهب اللدنية (في شرح جملة وانهما لن يفترقا الخ) وفى هذا مع قوله أولا انى تارك فيكم تلويح بل تصريح بأنهما كتوأمين خلفهما ووصى أمته بحسن معاملتهما وايثار حقهما على أنفسهم والتمسك بهما في الدين.
وقال الدولت آبادي في هداية السعداء في شرح الحديث (ما ترجمته بالعربية كذا) قوله لن يفترقا لن في محل لن تراني للتأكيد وفى لن يفترقا للتأبيد بمعنى انهما لن يفترقا من حيث التعظيم والفضل والشرف في الدنيا والعقبى حتى يردا على الحوض.
الثالث تهديد الأمة وتحذيرهم وتخويفهم عن مخالفة الكتاب والعترة فإنه صلى الله عليه وآله أخبرهم بورودهما عليه عند الحوض وسؤالهما عن معاملة الأمة معهم كما ورد في كثير من طرقه.
قال شهاب الدين الدولت آبادي في هداية السعداء في شرح قوله وانهما لن