جامع أحاديث الشيعة - السيد البروجردي - ج ١ - الصفحة ٦٥
وقال ملك العلماء شهاب الدين بن شمس الدين الدولت آبادي في هداية السعداء في شرح حديث الثقلين (قوله فيكم الثقلين وقوله ان تمسكتم بهما وقوله لن يفترقا حتى يردا على الحوض وقوله كيف تخلفوني فيهما) جمع رسول الله (ص) في جميع الضمائر المذكورة بين القرآن والعترة حتى يشير إلى أن تعظيم الكتاب وأهل البيت مساو ولا يقول أحد من المسلمين نؤمن ببعض ونكفر ببعض ولولا ذلك لما يجوز جمع الضمير وقال كتاب الله وعترتي ذكر بالعطف قال الشيخ الامام عبد القاهر الجرجاني العطف هو الجمع بين الشيئين في الحكم والأصل فيه الواو وهو لمطلق الجمع عندنا اي الجمع بين المعطوف والعطف في الحكم الذي هو الاثبات أو النفي وعليه عامة اهل اللغة وأئمة الفتوى انتهى وقال: أبو نصر محمد بن عبد الجبار العتبى في صدر كتاب تاريخ اليميني (في ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله) إلى أن قبضة الله عز وجل اليه مشكور السعي والأثر ممدوح النظر والظفر مرضى السمع والبصر محمود العيان والخبر فاستخلف في أمته الثقلين كتاب الله وعترته الذي يحميان الا قدام ان تزل والأحلام ان تضل والقلوب ان تمرض والشكوك ان تعرض فمن تمسك بهما فقد سلك الخيار وامن العثار وربح اليسار ومن صدف عنهما فقد أساء الاختيار وركب الخسار وارتدف الادبار أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين.
أقول: وقد تقدم قول ابن حجر والسمهودي واللكهنوئي والعجيلي والبدخشي قبيل هذا في وجه اطلاقه صلى الله عليه وآله عليهما بالثقلين ان كل واحد منهما معدن للعلوم الدينية والأحكام الشرعية ولذا حث صلى الله عليه وآله على التمسك والاقتداء بهم والتعلم منهم وقول كثير من أفاضلهم بان الاخذ والعمل بهما ثقيل.
فيستفاد من جميع أقوالهم ان المراد بالتمسك بهم ليس إلا الاخذ من علومهم والاهتداء بهدايتهم والعمل بأوامرهم والانتهاء عن نواهيهم كما يشهد عليه سائر جملات الحديث.
بقي وجه انتفاء الضلالة بالتمسك بهما دون التمسك بأحدهما.
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - باب فرض طلب العلم او الحجة فى الاحكام الشرعية وعدم جواز الافتاء والقضاء والعمل بغير علم ولاحجة 86
2 2 - باب حجية ظواهر الكتاب بعد الفحص عن المخصص أو المقيد او المبين أو المفسر أو الناسخ وعدم حجيتها قبله 104
3 3 - باب حجية سنة النبي صلى الله عليه وآله بعد الفحص 120
4 4 - باب حجية فتوى الائمة المعصومين عليهم السلام من العترة الطاهرة بعد الفحص 126
5 5 - باب حجية اخبار الثقات عن النبى صلى الله عليه وآله والائمة الاطهار عليهم السلام 219
6 6 - باب ما يعالج به تعارض الروايات من الجمع والترجيح وغيرهما 254
7 7 - باب عدم حجية القياس والرأي والاجتهاد وحرمة الافتاء والعمل بها فى الاحكام وأنه لايجوز تقليد من يفتى بها ويجب نقض الحكم المستند أليها وكذا لايجوز العمل بفتوى من لايرى حجية أقوال العترة ولا التحاكم اليه. 269
8 8 - باب حكم ما اذا لم توجد حجة على الحكم بعد الفحص فى الشبهة الوجوبية والتحريمية. 324
9 9 - باب أن من بلغه ثواب من الله تعالى على عمل فصنعه كان له أجره وأن لم يكن كما بلغه 340
10 10 - باب أشتراط التكليف بالعقل 342
11 11 - باب اشتراط التكليف بالبلوغ وبيان حده فى الغلام والجارية واستحباب تمرين الاطفال قبل ذلك 350
12 12 - باب وجوب النية فى العبادات الواجبة و أنه لا عمل الابها ووجوب الاخلاص فيها وفى نيتها وحرمة الرياء وبطلان العبادة المقصودة بها الرياء وجملة مما يتعلق بذلك 356
13 13 - باب علامة المرائي واستحباب العبادة فى السر وكراهة الاشتهار بها واستحباب تحسينها واتيانها علانية للترغيب فى الدين 376
14 14 - باب كراهة ذكر العبادة للغير مالم يرجو نفعه وعدم كراهة السرور باطلاع الغير على عمله اذا لم يكن العمل لذلك 384
15 15 - باب حكم الاعجاب بالعمل وبالنفس وما ورد فى ذمه وآثاره 386
16 16 - باب كراهة استكثار الخير واستحباب الاعتراف بالتقصير فى العبادة والحث عليها والجد والاجتهاد فيها مالم يوجب الكره والكسل و كراهة استقلال الخير وأن قل 398
17 17 - باب جواز السرور بالعبادة من دون العجب 419
18 18 - باب استحباب التعجيل فى أفعال الخير و كراهة تسويفها واستحباب المداومة عليها وان قلت 421
19 19 - باب اشتراط قبول الاعمال بولاية الائمة عليهم السلام واعتقاد أمامتهم 426
20 20 - باب دعائم الاسلام وأهم فرائضه 461