ايها الناس خذوها عن خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم انه يموت من مات منا وليس بميت ويبلى من بلى منا وليس ببال فلا تقولوا بما لا تعرفون فان أكثر الحق فيما تنكرون واعذروا من لا حجة لكم عليه وانا هو الم اعمل فيكم بالثقل الأكبر واترك فيكم الثقل (اي الحسنين عليهما السلام) الأصغر وركزت فيكم راية الايمان ووقفتكم على حدود الحلال والحرام وألبستكم العافية من عدلي وفرشتكم المعروف من قولي وفعلي وأريتكم كرائم الاخلاق من نفسي فلا تستعملوا الرأي فيما لا يدرك قعره البصر ولا يتغلغل اليه الفكر.
وقال أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني في كتاب منقبة المطهرين على ما نقل عنه بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ومعه على والحسن والحسين عليهم السلام فخطبنا فقال ايها الناس ان هؤلاء اهل بيت نبيكم قد شرفهم الله بكرامته واستحفظهم سره واستودعهم علمه عماد الدين شهداء على أمته برأهم قبل خلقه إذ هم أظلة تحت عرشه نجباء في علمه وارتضاهم واصطفاهم فجعلهم علماء وفقهاء لعباده ودلهم على صراطه فهم الأئمة المهدية والقادة الداعية والأئمة الوسطى والرحم الموصولة هم الكهف الحصين للمؤمنين ونور ابصار المهتدين وعصمة لمن لجأ إليهم ونجاة لمن احترز بهم يغتبط من والاهم ويهلك من عاداهم ويفوز من تمسك بهم الراغب عنهم مارق من الدين والمقصر عنهم زاهق والازق (اللازق - ظ) بهم لا حق فهم الباب المبتلى بهم من اتاهم نجى ومن أباهم هوى هم حطة لمن دخله وحجة الله على من جهله إلى الله يدعون وبأمر الله يعملون وبآياته يرشدون فيهم نزلت الرسالة وعليهم هبطت ملائكة الرحمة واليهم بعث الروح الأمين تفضلا من الله ورحمة وآتاهم ما لم يؤت أحدا من العالمين فعندهم بحمد الله ما يلتمس ويحتاج من العلم والهدى في الدين وهم النور من الضلالة عند دخول الظلم وهم الفروع الطيبة من الشجرة المباركة وهم معدن العلم وأهل بيت الرحمة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة الذين اذهب الله عنهم الرجس أهل البيت وطهرهم