" وأيضا ": مجئ (المولى) بمعنى (المحبوب) غير ثابت من كتب اللغة فلو سلمنا كون الذيل قرينة على إرادة معنى المحبوب لزم العدول عنه لعدم مساعدة اللغة.
" وأيضا ": قد علمت سابقا جعل التفتازاني والقوشجي ذيل الحديث قرينة على إرادة معنى (الناصر والمحب) ومن الواضح مغايرة (المحب) للمحبوب الذي ذكره صاحب المرافض وكيف يكون الشئ الواحد قرينة لشيئين متغايرين؟
" وأيضا ": قوله " ص " في الذيل " وانصر من نصره " يقتضي إرادة معنى (المنصور) لا (الناصر) فيلزم أن يكون (المولى) بمعنى (المنصور) وكون أخذه بمعنى (الناصر) باطلا، لكن أحدا من اللغويين لم يذكر (المنصور) في جملة معاني (المولى).
" وأيضا " لو كان المراد (المحبوب) وكان قوله " وانصر... " يقتضي إرادة معنى (الناصر) للزم تساقط هاتين القرينتين لعدم جواز إرادة المعنيين من اللفظ الواحد في الاستعمال الواحد حسب تصريح المحققين من الأصوليين، فيبقى صدر الكلام بلا معارض.
ولعله من هنا لم يذكر الرازي لذيل الخبر إلا معنى (الناصر) وذلك حيث قال: " ثم إن سلمنا أن تقديم تلك المقدمة يقتضي أن يكون المراد بالمولى (الأولى)، ولكن الحديث مؤخره وهو قوله صلى الله عليه وسلم: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله يقتضي أن يكون المراد من المولى (الناصر). وإنما قلنا ذلك لأن من ألزم غيره شيئا بلفظ مشترك بين ذلك الشئ وبين غيره ثم حث على التزام أحد معاني تلك اللفظة فإنه يتبادر إلى الأفهام أنه إنما حث باللفظ المشترك على المعنى الذي صرح به