ابن ياسر وأبو الهيثم بن التيهان وهاشم بن عقبة وسعد بن أبي وقاص وحبيب ابن بديل بن ورقاء فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه. الحديث " (1).
وقال القاري: " وفي الرياض عن رياح بن الحارث قال: جاء رهط إلى علي بالرحبة فقالوا: السلام عليك يا مولانا... أخرجه أحمد " (2).
فهذا الحديث الذي أخرجه أئمة أهل السنة كما رأيت من الأدلة الواضحة الدلالة على دلالة حديث الغدير على إمامة أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام.
لأنه لو كان المراد من (المولى) في حديث الغدير هو الناصر أو نحوه لما كان لقوله عليه السلام: " كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب " معنى صحيح، لأنه يكون حينئذ: كيف أكون محبكم أو ناصركم أو محبوبكم وأنتم قوم عرب؟
وهل يعقل نسبة هكذا كلام إلى أمير المؤمنين وهو أفصح الناس بعد رسول الله؟
إذن لا يبقى ريب في أن مراد أبي أيوب وجماعته من قولهم: " يا مولانا " هو الولاية بمعنى الأولوية في التصرف في الأمور. فقال لهم الإمام: " كيف أكون... " حتى يحملهم على ذكر حديث الغدير ويعترفوا بهذه الحقيقة الراهنة على رؤس الاشهاد.