الحراث إلى ذلك آمن بالله وحل 1 البقر فأخبر المتوكل فأمر بقتله. 2 6 - أقول: في بعض كتب أصحابنا، قال: وروي أن المتوكل - لعنه الله - من خلفاء بني العباس كان كثير العداوة، شديد البغض لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو الذي أمر الحارثين بحرث قبر الحسين عليه السلام، وإن يخربوا بنيانه ويخفوا 3 آثاره، وأن يجروا عليه الماء من النهر العلقمي بحيث لا تبقى له أثر ولا أحد يقف له على خبر وتوعد الناس بالقتل لمن زار قبره، وجعل رصدا من أجناده، وأوصاهم كل من وجدتموه يريد زيارة الحسين عليه السلام فاقتلوه، يريد بذلك إطفاء نور الله وإخفاء آثار ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله، فبلغ الخبر إلى رجل من أهل الخير يقال له: زيد المجنون، ولكنه ذو عقل سديد، ورأي رشيد، وإنما لقب بالمجنون لأنه أفحم كل لبيب وقطع حجة كل أديب، وكان لا يعي من الجواب ولا يمل من الخطاب.
فسمع بخراب بنيان قبر الحسين عليه السلام وحرث مكانه، فعظم ذلك عليه واشتد حزنه وتجدد مصابه لسيده الحسين عليه السلام، وكان مسكنه يومئذ بمصر، فلما غلب عليه الوجد والغرام لحرث قبر الإمام عليه السلام خرج من مصر ماشيا هائما على وجهه شاكيا وجده إلى ربه، وبقى حزينا كئيبا حتى بلغ الكوفة، وكان البهلول يومئذ بالكوفة، فلقيه زيد المجنون وسلم عليه فرد عليه السلام، فقال له البهلول: من أين لك معرفتي ولم ترني قط؟ فقال زيد: يا هذا اعلم أن قلوب المؤمنين جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، فقال له البهلول: يا زيد ما الذي أخرجك من بلادك بغير دابة ولا مركوب؟ فقال: والله ما خرجت إلا من شدة وجدي وحزني وقد بلغني أن هذا اللعين أمر بحرث قبر الحسين عليه السلام وخراب بنيانه وقتل زواره، فهذا الذي أخرجني من موطني ونقص عيشي وأجرى دموعي وأقل هجوعي، فقال البهلول: وأنا والله كذلك فقال له: قم بنا نمضي إلى كربلاء لنشاهد قبور أولاد علي المرتضى.
قال: فأخذ كل بيد صاحبه حتى وصلا إلى قبر الحسين عليه السلام، وإذا هو على حاله لم يتغير، وقد هدموا بنيانه، وكلما أجروا عليه الماء غار وحار واستدار بقدرة