يوم عاشوراء فتت لها فلم تأكل، فعلمت أنها امتنعت لقتل الحسين بن علي عليهما السلام. 1 8 - باب حال الشجر والنباتات من قتله عليه السلام الاخبار: الصحابة والتابعين 1 - في بعض كتب المناقب المعتبرة: إنه روي عن السيد الحفاظ أبي منصور الديلمي، عن الرئيس أبي الفتح الهمداني، عن أحمد بن الحسين الحنفي، عن عبد الله بن جعفر الطبري، عن عبد الله بن محمد التميمي، عن محمد بن الحسن العطار، عن عبد الله بن محمد الأنصاري، عن عمارة بن زيد، عن بكر بن حارثة، عن محمد بن إسحاق، عن عيسى بن عمر، عن عبد الله بن عمر الخزاعي، عن هند بنت الجون قالت: نزل رسول الله صلى الله عليه وآله بخيمة خالتها أم معبد ومعه أصحاب له، فكان من أمره في الشاة ما قد عرفه الناس، فقال في الخيمة هو وأصحابه حتى أبرد، وكان يوم قائظ شديد حره.
فلما قام من رقدته دعا بماء فغسل يديه فأنقاهما ثم مضمض فاه ومجه على عوسجة كانت إلى جنب خيمة خالتها ثلاث مرات، واستنشق ثلاثا وغسل وجهه وذراعيه ثم مسح برأسه ورجليه وقال: لهذه العوسجة شأن. ثم فعل من كان معه من أصحابه مثل ذلك، ثم قام فصلى ركعتين، فعجبت وفتيات الحي من ذلك وما كان عهدنا ولا رأينا مصليا قبله.
فلما كان من الغد أصبحنا وقد علت العوسجة حتى صارت كأعظم دوحة عارية وأبهى وخضد الله شوكها، وساخت عروقها، وكثرت أفنانها، واخضر ساقها وورقها، ثم أثمرت بعد ذلك، وأينعت بثمر كأعظم ما يكون من الكمأة في لون الورس المسحوق، ورائحة العنبر، وطعم الشهد، والله ما أكل منها جائع إلا شبع، ولا ظمآن إلا روي، ولا سقيم إلا برأ، ولا ذو حاجة وفاقة إلا استغنى، ولا أكل من ورقها بعير ولا ناقة ولا شاة إلا سمنت ودر لبنها، ورأينا النماء والبركة في أموالنا منذ يوم نزل،