ثم قال السيد " ره ": فروي أن بعض فضلاء التابعين لما شاهد رأس الحسين 1 عليه السلام بالشام أخفى نفسه شهرا من جميع أصحابه، فلما وجدوه بعد إذ فقدوه سألوه عن سبب ذلك، فقال: ألا ترون ما نزل بنا؟ ثم أنشأ يقول:
جاؤوا برأسك يا بن بنت محمد * مترملا بدمائه ترميلا 2 قتلوك عطشانا ولما يرقبوا 3 * في قتلك التأويل والتنزيلا ويكبرون بأن قتلت وإنما * قتلوا بك التكبير والتهليلا قال: وجاء شيخ فدنا من نساء الحسين عليه السلام وعياله وهم أقيموا على درج باب المسجد 4، فقال: الحمد لله الذي قتلكم وأهلككم، وأراح البلاد من 5 رجالكم، و أمكن أمير المؤمنين منكم، فقال له علي بن الحسين عليهما السلام: يا شيخ هل قرأت القرآن؟
قال: نعم، قال: فهل عرفت هذه الآية " قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " 6؟ قال الشيخ: [نعم] قد قرأت ذلك، فقال له علي عليه السلام: فنحن القربى يا شيخ [فهل قرأت في بني إسرائيل " وآت ذا القربى حقه " 7 فقال الشيخ: قد قرأت، فقال علي بن الحسين: فنحن القربى يا شيخ،] 8 فهل قرأت هذه الآية " واعلموا إنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى " 9؟ قال: نعم، قال علي عليه السلام: فنحن القربى يا شيخ، وهل قرأت هذه الآية " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " 10؟ قال الشيخ: قد قرأت [ذلك]، قال علي عليه السلام: فنحن أهل البيت الذين خصصنا 11 بآية الطهارة يا شيخ.
قال: فبقي 12 الشيخ ساكتا نادما على ما تكلم به، وقال: بالله إنكم هم؟ فقال علي بن الحسين عليهما السلام: تالله إنا لنحن هم، من غير شك، وحق جدنا رسول الله