وضعوه بين يدي الحسين عليه السلام وبه رمق، فجعل الحسين عليه السلام يمسح وجهه ويقول:
أنت الحر كما سمتك أمك، وأنت الحر في الدنيا، وأنت الحر في الآخرة، ورثاه من أصحاب الحسين عليه السلام وقيل بل رثاه علي بن الحسين عليهما السلام:
لنعم الحر حر بني رياح * صبور عند مختلف الرماح ونعم الحر إذ نادى حسينا * فجاد بنفسه عند الصياح فيا ربي أضفه في جنان * وزوجه مع الحور الملاح وروي أن الحر كان يقول:
آليت لا اقتل حتى أقتلا * أضربهم بالسيف ضربا معضلا لا ناقلا عنهم ولا معللا * لا عاجزا عنهم ولا مبدلا أحمي الحسين الماجد المؤملا 1 وقال المفيد " ره ": فاشترك في قتله أيوب بن مسرح ورجل آخر من فرسان أهل الكوفة. انتهى كلامه. 2 وقال ابن شهرآشوب: قتل نيفا وأربعين رجلا منهم. 3 وقال ابن نما: ورويت بإسنادي أنه قال للحسين عليه السلام: لما وجهني عبيد الله إليك خرجت من القصر فنوديت من خلفي: أبشر يا حر بخير، فالتفت فلم أر أحدا، فقلت: والله ما هذه بشارة وأنا أسير إلى الحسين عليه السلام، وما أحدث نفسي باتباعك، فقال عليه السلام: لقد أصبت أجرا وخيرا. 4 ثم قالوا: وكان كل من أراد الخروج ودع الحسين عليه السلام وقال: السلام عليك يا بن رسول الله، فيجيبه: وعليك السلام ونحن خلفك، ويقرأ صلوات الله عليه:
" فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " 5.
ثم برز برير بن خضير الهمداني بعد الحر وكان من عباد الله الصالحين فبرز و هو يقول: