وبرز من بعده زياد بن مهاصر الكندي فحمل عليهم وأنشأ يقول:
(أنا زياد وأبي مهاصر) 1 * أشجع من ليث العرين الخادر يا رب إني للحسين ناصر * ولابن سعد تارك مهاجر فقتل منهم بعده تسعة، ثم قتل رضوان الله عليه.
وبرز من بعده وهب بن وهب وكان نصرانيا أسلم على يدي الحسين عليه السلام هو وأمه فاتبعوه إلى كربلاء فركب فرسا وتناول بيده عود الفسطاط، فقاتل وقتل من القوم سبعة أو ثمانية ثم استؤسر، فاتي به عمر بن سعد لعنه الله فأمر بضرب عنقه فضربت عنقه ورمي [به] إلى عسكر الحسين عليه السلام وأخذت أمه سيفه وبرزت، فقال لها الحسين عليه السلام: يا أم وهب اجلسي فقد وضع الله الجهاد عن النساء إنك وابنك مع جدي محمد صلى الله عليه وآله في الجنة.
ثم برز من بعده هلال بن حجاج وهو يقول:
أرمي بها معلمة أفواقها 2 * والنفس 3 لا ينفعها إشفاقها فقتل منهم ثلاثة عشر رجلا ثم قتل رضوان الله عليه ورحمته.
وبرز من بعده عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب عليه السلام وأنشأ يقول:
أقسمت لا اقتل إلا حرا * وقد وجدت الموت شيئا مرا أكره أن ادعى جبانا فرا * إن الجبال من عصى وفرا فقتل منهم ثلاثة، ثم قتل رضوان الله عليه ورحمته.
وبرز من بعده علي بن الحسين عليه السلام، فلما برز إليهم دمعت عين الحسين عليه السلام فقال: اللهم كن أنت الشهيد عليهم، فقد برز إليهم ابن رسولك وأشبه الناس وجها وسمتا به، فجعل يرتجز وهو يقول:
أنا علي بن الحسين بن علي * نحن وبيت الله أولى بالنبي أما ترون كيف أحمي عن أبي * (ضرب غلام هاشمي عربي) 4