المفيد في آخر الزيارة ثم قال: دعاء آخر يستحب أن يدعى به عقيب صلاة الزيارة لأمير المؤمنين صلوات الله عليه، وهو: يا الله يا الله يا الله يا مجيب دعوة المضطرين، وساق الدعاء إلى آخره نحوا مما سنورده برواية صفوان في زيارة الحسين عليه السلام في يوم عاشورا تركنا إيراده هنا حذرا من التكرار، فمن أراد قراءته فليرجع إليه فإنه أتم وأكمل مما أورده السيد هنا (1).
وهذه الرواية تشتمل على فضيلة جزيلة لزيارة الحسين عليه السلام عند رأس أمير المؤمنين والصلاة عنده فلا تغفل.
ثم اعلم أن العلماء ذكروا زيارة آدم ونوح عليه السلام عنده عليه السلام، ولم يتعرضوا لزيارة صالح وهود وإبراهيم عليهم السلام، وقد مر في الاخبار كونهم أيضا مدفونين عنده وفي قربه صلوات الله عليه، فينبغي زيارتهم عليهم السلام أيضا، وإنما خصوا آدم ونوح لكثرة الأخبار الواردة في ذلك، ولورود الامر بزيارتهما في بعضها.
ثم أقول: يناسب أن يتلى عند ضريح آدم عليه السلام أو بعد الصلاة لزيارته الدعاء المروي عن سيد الساجدين صلوات الله عليه، المشتمل على الصلاة عليه صلى الله عليه وهو مما الحق ببعض نسخ الصحيفة أيضا وهو هذا " اللهم وآدم بديع فطرتك وأول معترف من الطين بربوبيتك، وبكر حججك على عبادك وبريتك والدليل على الاستجارة بعفوك من عقابك، والناهج سبل توبتك، والوسيلة بين الخلق و بين معرفتك، والذي لقيته ما رضيت عنه بمنك عليه ورحمتك له، المنيب الذي لم يصر على معصيتك وسابق المتذللين بحلق رأسه في حرمك، والمتوسل بعد المعصية بالطاعة إلى عفوك وأبو الأنبياء الذين أوذوا في جنبك، وأكثر سكان الأرض سعيا في طاعتك، فصل عليه أنت يا رحمن وملائكتك وسكان سمواتك وارضك، كما عظم حرماتك، ودلنا على سبيل مرضاتك، يا أرحم الراحمين.
أقول: ينبغي أن يزور الحسين عند قبر أمير المؤمنين صلوات الله عليهما مما